-A +A
النقيب: محمد عبد الودود محمدن
على هامش الحفل الذي نظمته جمعية الحاج والمعتمر الخيرية بمكة المكرمة على شرف ضيوف جائزة الأمير سلطان الدولية في حفظ القرآن للعسكريين في نسختها السابعة ألقيت هذه القصيدة باسم وفد موريتانيا:

من أرض شنقيـط حيث الشعـــر والألـق


لمهبـط الــوحـي حيـث النــور ينــبــثــق

فهـهـنـــا أٌنــــــزِل الــقــــرآن معـجــــزة

ومــن هـنــا عــم فـي أرجــــائنا الفـلــق

عـم الهـدى في نواحي الكـون أجـمعـهــا

فـأدبـــر الزيــغ والـطـغــيــان والحـنــق

شتـــــان بين الألى بالوحي قد سـعـــدوا

وبـيـن مـن كــذبــوا ما جــاءهم فشقــوا

* * *

ومــن هنـــالــك عـــم الـــديـــن منطـقــة

نـأت عــن الشـرق عــزت دونها الطـرق

فحـمـل القــوم عيســا فوق طــاقـتــهـــا

مــن الصحائـف والأسـفــــار وانطـلـقــوا

تمشـي الهوينى عـلى فيفــاء موحـشــة

لا مــاء، لاعـشــب فيهـا، حدها الأفـق

بالـعـلـم والمــال جـــادوا أينمــا نزلــــوا

مــلـثــمــيــن حــيـــاء، إنـــه الـخــلـــق

* * *

جـئنــا نجـدد عهـــدا ظـــــل مــنـدرســـا

عـهــد الشنــاقـطــة الأعــلام من سبقـوا

حلوا بأرض الهدى والنور حيث سَقــوا

من فيــض عـلمهــم أبنـــاءها وسُـقـــوا

كانـــوا جهـــابــذة ضن الزمـــان بـهـــم

يحــكــي عـلومهــم في سيلهـا الــغــدق

ملاحـــمٌ خطـهـــا التـــاريخ مـــن ذهــب

وجــف مـن بعد مــا قـد خطـهــا الــورق

* * *

لإن نأيـنـــا عــن البيت العـتـيـــق فـكـــم

تهـفـــوا النفــوس له والشــوق ينـدفــق

واليــوم هـا قـد دعينـا باســم جــــائـــزة

سلـطـــان فـي شأنهــا يبقـى لـه السبــق

سلطـان، تلك الأيــادي البيض شـاهــدة

ذاك الـتـــواضــع والإيـمـــان والعــبـــق

جــــزاه رب الـعـبـــاد الـيــوم مـغـفــــرة

لقـــد تـمـثــــل قـــول الله «فاستبقوا...»

* * *

طـوبـى لــقـــوم كـتـــاب الله يـجـمـعــهــم

إذا تــشــعـــبــت الأهـــــــواء والطــــرق

أولـئـك الـقـــوم، لا يـشـقـــى جلـيـسـهــم

إن سـابقــوا سبقــوا، إن حدثوا صـدقوا

الديــن منـطــلـــقٌ، والفـضــل مسـتـبــقٌ

يسمــو بـهـم خلـــقٌ، ما مسـهـم نــزق

فــدام هـــذا اللــقــا تــتـرى مــواســمــه

مــن كـــل صــوب إلـيه الـنـاس تـنــدلــق