-A +A
سلطان بن بندر (جدة)
معتمراً بردة شباب عكاظ، وخليفة «شوقي» للقب أمير الشعراء بعد 70 عاما من وفاته، تسلح بالعذوبة والحصافة، قبل أن يخونه الإلقاء، فيصبح بيت القصيد في عصماءته طرفة لها في ألسنة السعوديين «سُكنانا».

ولم يعلم حيدر العبدالله الشاعر السعودي ذو الأعوام الـ26 أن عجز بيته الـ18 من قصيدته التي ألقاها بين يدي خادم الحرمين الشريفين، سيصبح صدر أحاديث السعوديين الطريفة، وكلمة لج بها الخليج، وطارت بها ألسن الأعاجم والعرب، تندراً وظرافة، ومصطلحاً جديدا وجد له حيزاً في قاموس «الطقطقة» السعودي، حتى ارتبطت خريطته الذهنية بطريقة إلقاء شاعر شباب عكاظ، وجاء تكراره على ألسنتهم على هيئة تسويق مجاني له، بعد أن فضل التزام الصمت دونهم، ولسان حاله ينشد ما قاله «شوقي» بتصرف (سلو شعري غداة سلا وثابا/‏ لعل له في الجمال «سُكنانا»).


انقسام لم يجد السكون له مجالا حول «سُكنانا» بين «أولي الأدب» في الساحة السعودية، بعد أن أضحوا كفسطاطين انتصر أحدهما للشاعر وقصيدته، وحاول الآخر النيل من عذوبة نص حيدر الذي لم يسلم منه حتى الشعر الشعبي، بعد أن حرف بيت الشاعر عبدالله بن عون الأشهر إلى «يا مل قلبٍ يسج وفيه دولاجه/‏ من هاجس بالضماير فيه سكنانا».

ويبدو أن موجة التندر بـ«سكنانا الحيدرية»، لن تمحى قريباً من أذهان السعوديين، بعد أن وجدت لها مكانا وحيزاً إلى جوار شخصية العم «معيض»، والجملة الأشهر «لم تزبط معنا»، وأزمة «الفكر» للإسكان، وإنتاجية «الساعة الواحد» للموظفين.