-A +A
عبده خال
أكد مفتي المملكة أن معظم الرقاة الشرعيين عملهم تجارة وليس تعبدا..

وأن يتحول خزان المياه الى أداة رقية لمجاميع من البشر فهذا (ضحك على الذقون) وضحك تم شرعنته منذ سنوات طويلة وكلما كتب الكتاب عن هذه التجارة قيل: أنتم علمانيون أو ليبراليون تحاربون الله ورسوله.


وقد تشوهت الحياة بفعل كثير من الأحكام الفقهية الراهنة ومن التشوهات التي لحقت بالناس وحولت حياتهم إلى شبه عزلة ما عرف بالاختلاط.. وفي أحدث حكم شرعي خرج من الصف للدكتور سلمان العودة بإجازة الاختلاط وهو خروج تنبه فيه الشيخ العودة لمقتضيات الحال التي تؤكد على استحالة عدم اختلاط الناس بعضهم ببعض في سلوك سوي وطبيعي.. وهي الدعوة التى رفع رايتها الكتاب فقيل عنهم: هؤلاء علمانيون أو ليبراليون يستهدفون محاربة الله ورسوله.

وقد تم تجفيف حياة الناس من جميع الفنون بدعوى أنها مفسدة وفسق بينما جميع البلدان الإسلامية تقف من الفنون موقف المؤيد (الفن الراقي المؤدي الى تهذيب النفس ورقيها) وعندما خرج الشيخ عادل الكلباني عن الصف مجيزا الغناء تكالبت عليه الأفواه بالغمز واللمز.

وفي كل مرة يصدح أحد المشايخ برأي يخالف سياسة المجاميع تقوم الدنيا عليه ولا تقعد، فالشيخ الدكتور أحمد القاسم تأذى كثيرا مما صرح به من إجازة أمور كثيرة منها الاختلاط وكشف الوجه للمرأة وعملها، فتكالبت عليه الأفواه بالغمز واللمز وأحيانا الإخراج من الملة عند البعض وعندما وجد الكتاب في آرائه حكم فقه الواقع وساندوه كتابيا قيل: هؤلاء المساندون هم علمانيون أو ليبراليون يفرحون بكل ما يؤدى إلى فساد المجتمع.

كل مشكلاتنا الاجتماعية كان مبعثها الاختلاف الفقهي من غير ترك الناس يختارون حياتهم ضمن الإطار الشرعي الذي يجيز أي أمر وفق التوجه المذهبي للفرد، وتحولت الحياة إلى انغلاق في مواقع كثيرة حتى أن أي فعل لا يتعارض مع الدين تم إدخاله في التحريم من أجل العادات والتقاليد كقيادة المرأة للسيارة، وكلما كتب كاتب أن قيادة المرأة ضرورة حياتية وجد عشرات الأفواه تفتح لتقول له: أنت علماني أو ليبرالي تدعو إلى تفسخ المجتمع وانتشار الفساد.

ومع ضغط الواقع وحاجاته المعيشية بدأ البعض من المشايخ إجازة ما لم يكن جائزا، وعند سماع الناس لهذه الإجازة لا أحد يقول لهذا الشيخ أو ذاك: أنت علماني أو ليبرالي تريد إفساد المجتمع، بل ينساقون لهذه الإجازة وينسون أنهم شنوا حملات تدمير للكتاب الذين سبقوا هذا الشيخ في التدبر أن الزمن يحتاج أحكامه الفقهية التي تتلاءم مع الوضع المعاش.

فهل لدى المجتمع روح رياضية لأن يعتذروا للكتاب لما أُلصق بهم من نعوت من أهمها تبرئتهم من الفسوق والادعاء بأنهم يسعون لإفساد المجتمع؟ وإن لم يرضوا بالإقدام على هذا الاعتذار فنحن نطالبهم الحكم بالمثل أيضا فيما يحدث من فتاوى أطلت علينا متأخرة جدا تجيز ما لم يكن جائزا.