-A +A
محمد سعيد الزهراني (الطائف)
لم تعد المعلومة في الخبر سبقا صحفيا يستطيع الإعلامي الاحتفاظ به لأيام أو لساعات، فالجميع يمتلك المعلومة، الأمر الذي وضع وسائل الإعلام أمام تحد كبير، والتحدي الأكبر يكمن في البقاء، إذ يعتقد المتابعون لمشهد الإعلام التقني بأن البقاء للأقوياء فقط. ولكن لا يزال العقلاء يراهنون على المهنية والمصداقية في الطرح، ولا تزال عدد من الصحف الورقية متماسكة وذات تأثير كبير على الرأي العام. فنشر الخبر في الصحيفة الورقية القوية وقعه أكبر على المسؤول من أن ينشر في أي مكان آخر. «العنوان والمحتوى وتصفح الورق، وثقة المعلن»، أربعة عوامل ما زالت هي الرهان الأقوى للصحف الورقية «المتماسكة»، رغم أن الوضع يقول إن الأجيال القادمة لا تعترف بتصفح الورق في قراءة الأخبار، وهو ما يجعلها تركز على نشر أخبارها على موقعها الإلكتروني وعلى حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يهدد مستقبلها القادم، رغم أن تلك القراءات والتهديدات بزوال الورق كانت متناولة منذ بداية الثمانينات في أمريكا والدول الغربية. كل ذلك يجعل القارئ يتوقع أن الصحف الإلكترونية هي مستقبل الإعلام، لكن ذلك كان في السابق، فحالها لا يختلف كثيرا عن الصحف الورقية. فغالبية المشتركين لم يعودوا في حاجة للاشتراك في خدمة الرسائل النصية فيها مع تطور وسائل التواصل كـ«الواتساب وتويتر»، كما أن المعلن لم يثق بعد بالإعلان فيها، وهو عصب كل الوسائل الإعلامية.

«عكاظ» أخذت رأي عدد من الصحفيين العاملين في عدد من الصحف الإلكترونية، الذين أجمعوا على أن العمل في الصحف الإلكترونية تطوعي دون أي عوائد مالية أو مكافآت نهاية الشهر، مشيرين إلى أنهم يمارسون «هواياتهم» فقط من خلال تلك الصحف، ونشر الأخبار والعلاقات العامة والمقالات فقط، وتصرف لهم الصحيفة كل أربعة أو ستة أشهر مكافأة رمزية في حال استطاعت الحصول على معلن داخلي بمبلغ زهيد، أو ما يحصلون عليه من إعلانات حساباتهم في «سناب شات». ويبقى المجد المالي لوسائل التواصل الاجتماعي التي يحكمها عدد المتابعين فقط.. فالمعلن لا يهمه المحتوى بقدر اهتمامه بعدد المتابعين، وهو دافعه الوحيد للإعلان في ذلك الحساب سواء في تويتر أو إنستغرام.