-A +A
إبراهيم عقيلي (جدة)
دخلت الصحف الإلكترونية في أزمة المتابعة، بعد أن تربعت على عرش الإعلام مدة من الزمن، وتسببت في إزاحة الإعلام التقليدي، لتعاني هي الأخرى من الضعف.

الدوران الشديد الذي تشهده عجلة الإعلام الجديد وضع الكثير من المنابر الحديثة في أزمة هي الأخرى، لتعاني الكثير من الصحف الإلكترونية من ضعف المتابعة وضعف الموارد المالية، حيث لم تجد من يدعمها ولم تجد موردا ماليا تتكئ عليه، خاصة أن الاعلان -وهو عصب الإعلام- راح بعيدا حيث حسابات المشاهير وصفحات النجوم، لذلك شهد الكثير من الصحف الإلكترونية أزمة انعكست على العاملين وتسببت في تسريح غالبتهم، كما تسببت في إغلاق الكثير منها، حيث تركت بلا تحديث وبعيدا عن المشهد الإخباري.


أكد رئيس تحرير صحيفة (هاتريك) الإلكترونية حسن عبدالقادر لـ «عكاظ» أن الصحف الإلكترونية لم تقدم نفسها بشكل جيد منذ البداية، ولم تنوع من عملها واعتمدت على نوع واحد من العمل الصحفي وهو الخبر، معتمدة على سرعة بث الخبر ونشره، وبقيت أنواع أخرى من العمل الصحفي مهملة تماما كالتحقيق والاستطلاع، معترفا بالأزمة التي تعانيها المواقع الإلكترونية، وأرجع سبب ذلك إلى ثقافة المعلن التي لم تتغير رغم تغيير العمل الإعلامي ودخول التقنية، فقال عن الإعلان، «لايزال المعلن مرتبطا بعلاقات مع المسؤولين في الصحف الورقية ولا يزال الإعلان في الورقي رغم تغير خارطة المتابعين والقراء، كما أن الكادر الذي يعمل في الإلكتروني هو كادر تحريري، ولم يدخل إلى الآن كادر تسويقي يعمل لصالح تلك المواقع». وأضاف بأن المؤشرات تعمل لصالح الإلكتروني حيث نشهد تقليص النفقات للصحف الورقية واستغناء عن الموظفين، وهذا يدل على أن المعلن قلل من الإعلان في الورقية، الأمر الذي سيدفع بالمعلن باتجاه الإلكتروني، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مؤشر المتابعة بالنسبة للإلكتروني في تصاعد، فمنذ أن بدأت الصحف الإلكترونية وإلى الآن نرى تصاعدا في أعداد المتابعين، وهو أمر إيجابي، كما أن نسب المتابعة تزيد عند الحدث.

رئيس تحرير صحيفة (أنباء الإلكترونية) يحيى شريفي نفى أن تكون هناك أزمة في الصحف الإلكترونية، ولخص المشكلة في اختفاء بعض المواقع التي رأسها عدد من دخلاء المهنة ولم يكونوا على دراية بالعمل الإعلامي ولا العمل الصحفي، وبعد أن غرقوا غرقت صحفهم ولم تظهر، وبعضهم استعان بصحفيين ليبقى في الساحة، مرجعا سببب ذلك إلى اللائحة القديمة لوزارة الإعلام إذ منحت التصاريح لكل من له موقع إلكتروني؛ سواء أكان صحفيا أم لا، لذلك ازدحمت الساحة بآلاف المواقع الإلكترونية، وتفاءل باللائحة الجديدة التي قننت العمل ومنعت كل من لا يملك خبرة في العمل الصحفي الميداني تتجاوز السنوات العشر. وأكد شريفي على وجود الإعلان في الصحف الورقية ولكن بسعر رخيص جدا «فبعض الاعلانات تستمر لشهر كامل بقية لا تتجاوز الخمسة آلاف ريال» متوقعا أن تنشط ساحة الإعلان في المواقع الإلكترونية خلال السنوات القادمة التي سيكون العمل فيها للإلكتروني فقط.

وقال علي الراضي، محرر في صحيفة (مناطقية): «المشكلة في صحف المناطق التي تعمل بشكل غير منظم، إذ تجد قرية صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها خمسة آلاف بها خمس صحف إلكترونية، الأمر الذي تسبب في انسحاب الكثير منها»، وأرجع الراضي أزمة الصحف الإلكترونية إلى عدم وجود تنظيم مناسب للعمل في الصحف الإلكترونية، وتوقع أن يكون قادم الأيام أجمل.