-A +A
مي خالد
حضرت خلال اليومين الماضيين فعالية في مركز الملك فهد الثقافي الواقع في قلب العاصمة الرياض، سميت الفعالية: ليالي الرواية السعودية. في تناص واضح مع التسمية الإنجليزية لألف ليلة وليلة، حيث ترجمت بهذا الاسم أول مرة وصلت فيها لأوروبا: الليالي العربية.

ولعلي بسبب استلهام هذا المعنى كنت أشعر أني في جو أسطوري بالفعل. فمنذ دخولك من باب مركز الملك فهد المضاء بألوان جميلة تنعكس على واجهته الزجاجية ستمازح ثيابك رطوبة خفيفة مصدرها نافورة تجري في ساقية ممتدة مسافة ثلاثة أمتار أو تزيد قليلا. ومع جمل الترحيب التي يوجهها لك العاملون في المركز ستسمع صوت الماء المنساب في الساقية يرحب بك أيضا.


تصميم المركز هندسيا يبدو جيدا خاصة مع الاستغلال الجيد للفراغات الداخلية. وتوفير صالات قد تحول بسهولة إلى جاليري ومعارض.

هناك قبة فلكية ومتحف في طور النمو والتجديد. إلى جانب المسرح الذي يجب تطويره ليواكب خطط المشرف العام على المركز الأستاذ محمد السيف. والذي نعلق عليه آمالا كبيرة حين نقرأ تصريحاته عن خططه في تفعيل أنشطة المركز. نأمل تعدد أنشطة المركز وتوجهه لإقامة أمسيات واستضافة أعمال فنية وتشكيلية وسينمائية لعرضها داخل المركز.

وفتحه لاستقبال الرحلات المدرسية للبنين والبنات.

ولأن الأستاذ محمد السيف أحد أهم صناع النشر في المملكة سواء عبر دار نشر جداول التي يشاركه فيها الدكتور يوسف الصمعان أو عبر رئاسته لتحرير المجلة العربية فأنا اتوقع أن يضم المركز مكتبة عامة «عامرة».

المراكز الثقافية في دول العالم ليست أكبر أو أجمل تصميما من مركز الملك فهد الثقافي. لكنها تتميز بتنوع أنشطتها التي تخاطب كافة الأجيال وتصل بخدماتها لجميع الأسر. وهذا ما أتوقع أن يصل إليه مركز الملك فهد قريبا إن وفرت له بعض من الميزانيات الضخمة التي تذهب هباء في الأندية الأدبية.