محمد مهاوش
محمد مهاوش
-A +A
«عكاظ» (جدة)
هدا وثارت.. ما هدا باله من الدنيا عناد

استقبل الشمس وحذف بـ عيونها سن وعدا


لليلللمجهول؟ للبرد لـ عيونك للبعاد

للضفّةاللي ما لعابرها من الضفّة جدا

يقول الناقد محمد مهاوش لـ«تفاصيل»: إن في هذين البيتين للشاعر عبدالله الكايد، إسقاطا شعبيا له طابع الأسطورة «استقبل الشمس وحذف بعيونها سن وعدا»، إذ كان الأطفال يفعلون ذلك إلى وقت قريب، إن لم يكونوا يفعلونه حتى الآن في بعض القرى والأماكن في نطاقات ضيقة، ويستدرك مهاوش قائلا: «لكن هذه الرحلة لم تكن رحلة طفولية عابثة، هدفها رمي السن الذي سقط، الذي يسمى هنا «سن اللبن» ويمارس من خلال هذه اللعبة عبثيات الأطفال في دلالة واضحة على سذاجة الأطفال الصغار، بل هو ركض من أجل بلوغ هذه الحياة، واكتشاف آفاق المجهول من أجل استيقاظ مخزون الإنسان الحالم، فالطفل هنا ينطلق متخذاً من الشمس قبلة له لأنه حينما نظر إلى الأعلى لم يلحظ إلا الشمس التي «حذف» لها سنّه، لا لكي تلتقطه كما يتصور الأطفال، بل من أجل أن يكون له علاقة متصلة مع الأبعاد القصية كالشمس والليل والمجهول رغبة منه بالانطلاق «للضفة اللي ما لعابرها من الضفة جدا».