العقرب
العقرب
-A +A
أنس اليوسف (جدة)
للمرة الأولى يمر الخامس والعشرون من الشهر الهجري، دون أن تكتظ أجهزة الصرافات الآلية ونقاط البيع والأسواق بموظفي الدولة، بعد تغيير موعد صرف رواتبهم إلى التقويم الشمسي بدلاً من الهجري، فبدا أن أمراً غريباً حدث أمس لم يألفه الناس أو يعتادوا عليه في انتظار الموعد الجديد الذي يصادف اليوم الخميس.

فبينما يستقبل مواطنون رواتبهم في موعدٍ جديد، فإن كثيراً منهم يترقبون تغييراً في دخلهم الشهري مع راتب «برج العقرب» نتيجة إلغاء بعض البدلات منه، ما يتوقع أن يفرض عليهم استحداث خريطة مصاريف جديدة تتجه بطبيعة الحال إلى ضبط «الصرف» وتطويعه وفق قيمة الراتب مجردة من بعض البدلات السابقة.


هذا الشهر هو الأول بعد حزمة من القرارات التي تضمنت إلغاء وتخفيض بعض البدلات الخاصة بموظفي الدولة، ويتوجس البعض من أن تطالهم عاصفة تثقل كاهلهم، لا تتفق وحجم الالتزامات المفروضة سلفاً عليهم، فعلى أن القروض البنكية خارج حسابات هذا الشهر إلا أن «لدغة راتب العقرب» ستكون مصلاً للمرحلة القادمة التي تتطلب إيقاعاً خاصاً للصرف وتحديد الأولويات.

فبحسب مراقبين فإنه من المتوقع أن تصل نسبة الانخفاض لدى الغالبية إلى 15%، وسيكون هذا الراتب مقياس التحدي للقدرة على مواجهة بقية رواتب العام المتضمنة خصومات القروض، بعد إعادة جدولتها بشكل يتناسب والمرتبات الحالية.

مواطنون دشنوا أمس وسماً عن ليلة 25 من كل شهر هجري، وفتحوا باب النقاش حول الموعد الجديد للرواتب بدءا من برج العقرب وانقسموا بين ناصح محفز للخروج بنمط مالي يساعد على التكيف مع الراتب، وبين ساخر يرى خلو الراتب من الاستقطاعات فرصة أخيرة للصرف قبل تقنينه قسراً بعد عودة سداد القروض بدءا من البرج القادم.