جانب من الحضور الكبير في افتتاح ملتقى «صناعة العقار» أمس بجدة.   (تصوير: فيصل مجرشي)
جانب من الحضور الكبير في افتتاح ملتقى «صناعة العقار» أمس بجدة. (تصوير: فيصل مجرشي)
-A +A
صالح الزهراني (جدة)
طالب خبراء وأكاديميون في الجامعات السعودية، بإعداد كوادر وطنية متخصصة، قادرة على إدارة سوق العقار السعودية التي يتجاوز حجمها تريليوني ريال، وحثوا المسؤولين في قطاع التعليم على تطوير المناهج، وتعزيز القدرات الإبداعية للطلاب ليصبحوا أكثر جاهزية لسوق العمل التي تشهد تنافسية كبيرة مع بداية تطبيق رؤية 2030.

جاء ذلك في اليوم الأول لملتقى «صناعة العقار» الذي أطلقته كلية الأعمال بجامعة جدة أمس (الأربعاء) في فندق إنتركونتيننتال، وتختتم فعالياته اليوم الخميس، إذ اتفق المشاركون على ضرورة العمل المشترك بين قطاع التعليم العام والعالي لتلبية حاجات سوق العمل وفقا لرؤية 2030، وإيجاد الآليات الضرورية لسد الفجوة الحالية في حاجة السوق بخلق مجموعة من المبدعين والمتخصصين في مختلف علوم العقار، عبر تصميم برامج تعليمية وتدريبية علمية تتناسب مع متطلبات المتقدمين قصيرة وبعيدة الأمد سواءً بشكل دورات أو بكالوريوس أو ماجستير.


من جانبه، قال مدير جامعة جدة الدكتور عبدالفتاح مشاط إن الجامعة أخذت على عاتقها جملة من الأهداف لترسيخ ثقافة الحركة العقارية المثلى المدعومة بالمرتكزات والمحددات العلمية التي تتوافق مع روح العصر، ومع آخر ما توصلت إليه المسيرة التعليمية العالمية في مختلف الأنشطة العقارية، وما يرتبط بها، ويأتي هدف إعداد القادة القادرين على الدخول في صناعة العقار بكل جدارة ومهارة على رأس أولوياتها، ومن أبرز الأهداف المساعدة في تسهيل إدارة العمليات التجارية بكل فعالية، وكذلك المساهمة في تذليل الصعوبات وخلق الحلول الناجحة التي من شأنها تجاوز المشكلات في السوق العقارية الواسعة. وأضاف: أول ثمار هذا الملتقى تمثل في توقيع اتفاقية بين الجامعة والهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين، بهدف الارتقاء بمهنة التقييم في المملكة، التي تعد من أهم عناصر حفظ مدخرات وأصول المال العام.

وشارك نخبة من المختصين والخبراء وصناع العقار والتمويل العقاري والإسكاني في الجلسات الثلاث التي عقدت في اليوم الأول، وناقشت الجلسة الأولى برئاسة عميد كلية الأعمال بجدة الدكتور عبدالإله ساعاتي دور الجامعات في تلبية حاجات سوق العمل وفقا لرؤية 2030، وقدم خلالها مستشار وزير الإسكان للشراكات الإستراتيجية الدكتور خالد بن محمد أبا الحسن، ورقة عمل كشف خلالها أهمية تكاتف قطاعات التعليم لصناعة جيل مبدع قادر على خدمة الوطن.

وتحدث مدير عام الإدارة العامة لتنسيق ومتابعة المشاريع والخدمات بإمارة منطقة مكة المكرمة المهندس علاء النفيعي عن الرؤية التنموية للمنطقة وتحديد فاعلية الإسكان وقيم الأراضي الحضرية، بينما ناقش الدكتور محمد باعلوي رئيس قسم إدارة الموارد البشرية بكلية الأعمال بجامعة جدة، صناعة العقار انطلاقا من رؤية المملكة 2030.

ووضعت الجلسة الثانية مجموعة من المعايير المهمة للتقييم العقاري ومفهوم إدارة العقار، وشدد الأمين العام للهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين رئيس الجلسة عصام المبارك على ضرورة تكثيف الدورات والبرامج التعليمية لخروج مقيمين مؤهلين، وأبان نائب الأمين العام للهيئة السعودية للمقيمين المعتمدين للخدمات المشتركة المهندس سلطان الجريس ضرورة تنظيم مهنة التقييم العقاري في المملكة، بينما أشار الرئيس التنفيذي لشركة إسناد العقارية المهندس محمد بابحر إلى التغيرات الكبيرة التي شهدتها سوق التقييم العقارية، وقدم المدير العام لشركة إجادة السعودية لإدارة العقار عماد الرشيد ورقة عمل عن قطاع التقييم العقاري بين القطاع العام والخاص.

وتناولت الجلسة الثالثة برئاسة عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبدالعزيزالدكتور أيمن صالح فاضل، التمويل العقاري من وجهة نظر المختصين ومدى توفر المؤهلين من خريجي كليات الأعمال. وقدم مستشار التمويل العقاري ريان رضوان ورقة عمل عن التمويل العقاري كمادة علمية، وتحدث رئيس الاستثمار العقاري بشركة إتقان كابيتال مروان بخاري عن فرص العمل والتمويل العقاري في المملكة، بينما طرح الدكتور هاشم النمر وكيل كلية الأعمال بجامعة جدة مجموعة من الأدوات الناجحة للتمويل الإسلامي بالسعودية.

ساعاتي: التوصيات سترفع للجهات الحكومية

وأبان رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الدكتور عبدالإله ساعاتي أنَّ توصيات الملتقى التي سيجري التوصل إليها في نهاية جلسات اليوم، سيجري رفعها إلى جميع الجهات المعنية وذات الاختصاص، وشدد على أن محاور الملتقى تهدف إلى تعزيز صناعة العقار لتأهيل كوادر وطنية قادرة على إدارة سوق العقار السعودية التي يتجاوز حجمها الـ2 تريليون ريال والتي تعتبر رافداً مهماً في رؤية المملكة 2030.

مناقشة الإسكان التعاوني اليوم

تظهر قضية الإسكان التعاوني على طاولة النقاش خلال اليوم ـ الخميس ـ حيث تتواصل الفعاليات من العاشرة وحتى الثالثة عصراً، حيث تناقش الجلسة الأولى التسويق العقاري «الواقع والمأمول»، فيما تركز الجلسة الثانية والأخيرة على التطوير والتنمية العقارية من وجهة نظر متخصصي إدارة العقار، كما ستتعرض إلى المفهوم الصحيح للتطوير العقاري، ودور المشاريع الريادية العقارية للتنمية الاقتصادية وتعزيز هوية مدينة جدة كمدينة عالمية ذات تنافسية عالية.