-A +A
حمود أبو طالب
على خلفية صدمة حوار الوزراء مع داود الشريان كان المجتمع يتلهف لسماع أي رأي وتعليق من متخصصين محايدين في المواضيع التي ناقشتها تلك الحلقة، وحسنا فعل داود بتقديم حلقة تالية استضاف فيها أربعة من المتخصصين المعروفين، الدكتور حمد آل الشيخ والدكتور إحسان بو حليقة، والأستاذين عبد الحميد العمري وعبدالله بن ربيعان.

كانت استضافتهم وأمثالهم حاجة ملحة ومطلبا ضروريا لنعرف وجهة النظر الأخرى، أي الصادرة من غير الجهات التي مثلها المسؤولون الحكوميون، نظرا للأهمية البالغة للمعلومات التي أدلوا بها كمسوغات للقرارات التي تم اتخاذها مؤخرا، وأيضا لتطبيق ما ندعو إليه من شفافية المعلومات والنقاش الحر فيما يخص شؤون الوطن.


المثير أن هؤلاء المتخصصين بخلفياتهم الأكاديمية وخبراتهم الطويلة الغنية فندوا كثيرا من المعلومات الخاطئة التي ذكرها المسؤولون، وما ترتب عليها من إجراءات ستكون خاطئة بالضرورة تبعا لخطأ المفهوم والمعلومة والنظرية. هؤلاء المتخصصون هم من أبناء الوطن ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن لديهم مواقف سلبية مسبقة من أولئك المسؤولين، أو أنهم تعمدوا تخطئتهم للبروز على حسابهم، أو أنهم يبحثون عن جماهيرية أو يطمحون إلى تلبس دور البطولة أمام المجتمع لا أكثر، فهم معروفون ربما أكثر من بعض المسؤولين ولهم تاريخ أكاديمي وعملي يمنعهم من خدشه بهكذا تصرفات.

نحن إذن شاهدنا جولتين من الطرح لكنهما منفصلتان، ومتضادتان في طرحهما تقريبا، ونتيجة لذلك أصبح المجتمع في حيرة أكثر رغم ميله لتصديق طرح الجولة الثانية لما اتسم به من منطق. وبما أنه من المستبعد أن يرد الوزراء على أولئك المتخصصين، وبما أن العالم بأكمله يعيش هذه الأيام نتائج حمى المناظرات، فلماذا لا يقدم البرنامج حلقة خاصة كمناظرة بين المسؤولين الذين ظهروا في الحلقة الأولى والمتخصصين الذين تحدثوا في الحلقة الثانية مع أشخاص غيرهم في نفس التخصص والاهتمامات، تبث على الهواء مباشرة، ويتحدث خلالها الجميع بحرية وشفافية وبحضور إعلامي، حتى نستطيع معرفة الحقائق كما هي، وحتى يعرف المجتمع «كوعه من بوعه» بعد أن أوقعته حلقة الوزراء في دوامة القلق والخوف، لا سيما وأصحاب المعالي قد لمحوا باحتمال صدور قرارات جديدة ربما تمس أنظمة أخرى مهمة.

نحتاج فعلا لمثل هذه المناظرة وفي أسرع وقت، وفي أي قناة. فهل ننتظرها؟.