الشاعر أحمد الملا
الشاعر أحمد الملا
-A +A
عبدالرحمن العكيمي (تبوك)
أحمد الملا شاعر مكتظ بالفلسفة والدلالات، ومسكون بروح محمد النفري ذلك النثري العظيم.. أحمد الملا الذي يوزع قلبه وحروفه في مسارات الفنون المتعددة.. مثقل بذاكرة الأحساء ولغة النخيل التي حطت فوق أهدابه ذات صباح.. احتفى مع رفاقه آنذاك بمواسم النخيل والرطب.. شكل المكان المتاخم للزرع والماء حالة حب وبحث عن جماليات الحياة.. وهو الذي ينحدر من أسرة أحسائية لها تاريخها العلمي والمعرفي.

فاختار الفن والكلمة لأنه مطبوع بالسليقة لكن أدواته تبرعمت ونمت على ضفاف الخليج فراح يكتب عن نتاج تجارب وليست تجربة.. يكتب النص الشعري بنفس سردي يحكي تارة.. ويغامر تارة.. ويمحو كثيرا ثم يصعد عاليا ليفتح النوافذ التي ترسم هواء جديدا.. ثم يتأمل برؤية فلسفية تلك النافذة التي كانت (خيانة للجدار) في يوم ما..


صدر له العديد من الدواوين الشعرية منها «ظل يتقصف» عام 1995، و«خفيف ومائل كنسيان» في عام 1997، و«سهم يهمس باسمي» في العام 2003 و«تمارين الوحش» عام 2010 و«كتبتنا البنات» عام 2013. يقول في قصيدة سماها (مخبأ):

خبأت صرختي لمزيد من الندم

لم أفلتها سهوا

عضضت عليها ولن أفرط في إطلاقها

على ما يبدو خبأتها لشدة

وخبأتها لما هو أقسى من الأمس

مثلها ضحكتي

أرميها بخفة على المارة

أضعها في كل يد ممدودة

وأرسلها عبر جملة قصيرة ممهورة بصوتي

الضحكة تنفذ في الجدار

تثلم هيبة الليل

تفتت حجر القلب

تزحزح جبلا

وتحفر مخبأ للصرخة

السينما هاجس أحمد الملا الطويل

يعد الشاعر أحمد الملا أحد الأصوات العالية التي تعمل وتنتج باتجاه السينما وإنتاج الأعمال السينمائية وهو رائد في هذا المجال وشاهد على تجربة وشاهد على مرحلة نجاح.. حتى حصدت لدينا أربعة أفلام سعودية أخيرا جوائز من أصل 5 أفلام مشاركة في المهرجان السينمائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، التي جرى إعلانها في مدينة أبوظبي، وغيرها من المنجزات في عالم الضوء وصناعة الأفلام، ولعل هذا نتاج جهد كبير بذله الملا لاسيما وهو يرأس فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، إضافة إلى كونه مديرا لمهرجان الأفلام السعودية.

قال عنه الشاعر صالح زمانان «أحمد الملا الذي بنى قرية للأصدقاء، وجعل حصونها القصائد، إنه الذي يُرهِق بالمحبة، ومن يجاريه ينفتق في نصف المسافة».

وأخيرا مازال الملا يرسم بالكلمة وبالصوت والضوء وبالفلاش باك عوالم جديدة مليئة بمعاني الحياة وتجلياتها. ومازال في القلب متسع للبوح والهطول.