دوريات أمنية أمام منزل المجني عليهما.
دوريات أمنية أمام منزل المجني عليهما.
-A +A
بدر القثامي (الطائف)
حمّلت عائلة ناحر والديه في الطائف أمس الأول بشدة على مستشفى الصحة النفسية «شهار» بسبب ما سموه بسماحه للقاتل بالمغادرة دون استكمال تعافيه من اعتلالاته العصبية. وأكد عبدالله الشهري شقيق الأم القتيلة لـ«عكاظ» من منزل الأسرة في حي السحيلي أنه يحمل «شهار» كامل المسؤولية عما حدث لشقيقته وزوجه، معبرا في الوقت ذاته عن أسفه وصدمته للجريمة المروعة. وأشار إلى أن ابن أخته لم يكن متعاطيا لأي مخدر لحظة ارتكابه الحادثة الأليمة. وكشف أن القاتل عمل بأحد القطاعات الحكومية وأصيب منذ خمس سنوات بعارض نفسي وفصل من وظيفته بسبب مرضه، وحاولت الأسرة علاجه قبل أن يفاجئها بالجريمة النكراء.

«عكاظ» زارت أمس منزل عائلة الأسرة المنكوبة في حي السحيلي ورصدت علامات الأسى والصدمة والدهشة بين أفرادها، وعلمت الصحيفة أن الجاني وضع هواتف والده ووالدته على الصامت بعد الجريمة مباشرة تهربا من الرد على الاتصالات الكثيفة، وسقط عدد من أقارب المغدورين مغشيا عليهم عندما وجدوهما يسبحان في بركة من الدماء. وعلمت «عكاظ» أن شقيق القاتل الذي يعمل في جدة ارتاب لعدم تجاوب والديه مع اتصالاته المتكررة فاضطر إلى مهاتفة الجاني صباح الجريمة، مستفسرا عن أحوال والديه فأجابه القاتل بأنهما في مزرعتهما شمال الطائف وهو الأمر الذي زاد من شكوكه فكلف أحد أقاربه بالتوجه فورا إلى المنزل لاستجلاء الأمر ثم تحرك من جدة إلى الطائف للاطمئنان على والده ووالدته.


وطبقا للمعلومات.. وصل الجميع إلى مسرح الجريمة، فخرج لهم الابن القاتل والدماء تقطر من يديه، وبسؤاله أوضح أنه ذبحهما وفصل رأسيهما عن جسديهما بعد أن انهال عليهما ضربا وطعنا بالسكين الحادة.

وأثارت الحادثة الأليمة موجة من البكاء والحزن في أوساط الجيران والأقارب واضطر عدد من الطلاب من أقارب الأسرة المكلومة للتغيب عن مقاعد الدراسة مشاركة للأسرة في الفاجعة الأليمة التي حلت بهم. وحاولت «عكاظ» التحدث مع الابن الأكبر إلا أن الحزن غالبه فاعتذر عن الكلام. وفي وسط هذه الأجواء الحزينة يرقد الابن الجاني في مستشفى شهار، صامتا، ولم تنجح محاولات الأجهزة الأمنية في إجراء التحقيقات الرسمية، ليتم استدعاء الطبيب المعالج وباءت كل محاولات استنطاقه بالفشل.

وكان حي السحيلي في الطائف شهد الجريمة المروعة مساء أمس الأول بعدما تجرد شاب في العقد الثالث من عمره عن إنسانيته ونحر والديه ونجحت الأجهزة الأمنية في إلقاء القبض عليه قبل فراره. وكشفت التحريات المبدئية التي أجريت عقب الحادثة أن الجاني سبق أن عولج من اعتلالات عصبية في مستشفى الصحة النفسية في شهار ثم خرج قبل مضي عام من مرضه. وفي العام الماضي رفع والده دعوى عقوق ضده وسجن لمدة عام.

.. و«الصحة» تواجه الاتهامات.. بالصمت!

فضلت مديرية الصحة بالطائف الصمت أمام اتهامها بإخراج الجاني من مستشفى شهار قبل استكمال علاجه. وتواصلت «عكاظ» هاتفيا مع «الصحة» لاستجلاء موقفها غير أنها لم تتلق ردا، كما تواصلت لذات الغرض مع المتحدث باسم الشؤون الصحية عبدالهادي الربيعي غير أنه لم يتجاوب حتى لحظة إعداد التقرير.. وطبقا للمعلومات فإن الجاني سبق أن تم تنويمه في مستشفى شهار ولديه ملف طبي في الأرشيف.