..وتسربت إلى خزانات المنازل. (عكاظ)
..وتسربت إلى خزانات المنازل. (عكاظ)
المياه الجوفية انتشرت في شوارع حي الفلاح.
المياه الجوفية انتشرت في شوارع حي الفلاح.
المياه الجوفية شلت الحركة في حي الفلاح.
المياه الجوفية شلت الحركة في حي الفلاح.
-A +A
أنس اليوسف (جدة)
يعض سكان حي الفلاح في الحمدانية (شمال جدة) أصابع الندم على إنفاقهم أموالا طائلة، لتشييد مساكن لهم، في منطقة تبين لهم مع مرور الزمن أنها موبوءة، بعد أن طفحت المياه الجوفية، في شوارع الحي بكثافة، وتسربت إلى مساكنهم.

وبينما تحركت شركة المياه لعلاج المشكلة، بشفط المياه الجوفية والتخلص منها في مجرى السيول القريب من الحي، منعتها أمانة جدة بدعوى أن المياه صرف صحي.


وأرجع السكان المشكلة إلى أحد المقاولين حين بدأ منذ نحو عامين بإنشاء شبكة للصرف الصحي في الفلاح، وبعد حفر مناهل عميقة، فوجئ، بظهور مياه جوفية على السطح، ولم يتمكن من التعامل معها، فترك الموقع دون أن يتخذ أي خطوات علاجية، فتزايد وضعها يوما بعد آخر، حتى تفاقمت منذ نحو شهرين، مشددين على أهمية تدارك الوضع سريعا، واتخاذ الحلول الجذرية التي أرقت مضاجعهم.

ووصف خالد الشهري تدفق المياه الجوفية في حي الفلاح بالأزمة التي يتزايد خطرها يوما بعد آخر، بعد انتشارها في جميع أرجاء الحي من مداخله الشرقية والغربية، وتسربت إلى خزانات المنازل، واختلطت بها، مشيرا إلى أن شركة المياه الوطنية بادرت بشفط هذه المياه والتخلص منها في مجرى السيول القريب من الحي، لكن أمانة جدة منعتها من تنفيذ هذا الإجراء، بدعوى أن المياه صرف صحي، وسط تأكيد من شركة المياه وحسب تحاليل رسمية أنها جوفية.

وبين خالد الغامدي أن الخوف والقلق يعم سكان حي الفلاح من وقوع كارثة بيئية، بعد أن تسربت المياه إلى خزاناتهم، وبدأت في نخر أساسات البيوت، لافتا إلى أن الزمن لو عاد بهم لما انفقوا مئات الآلاف في بناء مساكن في منطقة موبوءة، متمنيا أن تتحرك الجهات المختصة لإيجاد الحلول الناجعة لهم في أسرع وقت.

وأفاد محسن العمودي بأن المشكلة سببت حالة من الإرباك في الحي، وباتت المياه الجوفية الشغل الشاغل لسكان الفلاح، مشيرا إلى أن المياه المتدفقة تسببت في تآكل الإسفلت ونشرت الحفر في الطرق وعطلت المركبات.

وذكر العمودي أن السائقين باتوا يتحاشون السير بمركباتهم في الحي، لانتشار المستنقعات في شوارعه بكثافة، مشددا على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة لتطويق المشكلة ووضع حلول لها.

واستذكر محمد القحطاني أنهم عاشوا المشكلة ذاتها في حي النعيم قبل أكثر من 10 سنوات، وعالجتها الجهات المختصة بحفر آبار، ومد مواسير (أنابيب) إلى مجرى السيول، ويتم دفع المياه بواسطة مكائن شفط، مطالبا بتطبيق الطريقة نفسها لعلاج المشكلة في الفلاح، بدلا من أن تقف أمانة جدة أمام شركة المياه الوطنية، كما هو حاصل في حيهم.

وأوضح أن سكان الحي يعيشون حالة من الخوف والقلق من حدوث انهيارات مفاجئة لمنازلهم إثر تدفق المياه الجوفية في شوارعهم بكثافة، مشددا على أهمية أن تتدخل الجهات المختصة في أسرع وقت. وشكا أحمد الغامدي من نقص حاد يعانيه حي الفلاح في الخدمات التنموية، منها توصيل خطوط أرضية للهاتف، ما حرمهم من شبكة الإنترنت وعزلهم عن العالم.