-A +A
خالد السليمان
أسهل طريقة للتخلص من مسؤولية الفشل هو إلقاؤها على الآخرين، لذلك لا يجد بعض المسؤولين غضاضة في تحميل المواطن والمجتمع مسؤولية عجزه كمسؤول وصاحب قرار عن إحداث التغيير وتحقيق النجاح!

فعندما يقول وزير الخدمة المدنية خالد العرج إن إنتاجية الموظف السعودي تبلغ ساعة واحدة في اليوم مستندا إلى دراسات مجهولة، فإن عليه أولا أن يسأل نفسه عن بيئة العمل وما إذا كانت تملك مناخا صحيا يحفز على العمل والإنتاجية!


هذا الوزير لم يقدم لوسائل الإعلام الأجنبية والمعادية ملاحظة سلبية تستخدمها في تشويه صورة المواطن السعودي وحسب، بل إنه بموقفه هذا تقمص شخصية رجل الأعمال السلبي الذي يبرر توظيفه للأجنبي على حساب المواطن بحجة ضعف الإنتاجية وعدم الالتزام، بينما الحقيقة أن رجل الأعمال يبحث عن موظفين يعملون لساعات أطول بأجور أقل، بدليل أن الموظفين السعوديين يلتزمون بأعمالهم في قطاعات كالمصارف والاتصالات والبتروكيماويات عندما تتوفر البيئة المحفزة والرواتب المجزية!

هذا المواطن الذي اتهمه الوزير بتعميم افتقر للموضوعية والمهنية بالكسل وعدم الإنتاجية هو نفسه الذي برهن على كفاءته وإنتاجيته في مؤسسات حكومية وخاصة؛ كالبنوك والمستشفيات والمصانع والمطارات وأرامكو وسابك وهيئة سوق المال وشركات الاتصالات والبتروكيماويات والغاز والكهرباء ومؤسسة البريد، وهو نفسه الذي شرف وطنه في موسم الحج، ووصل الليل بالنهار لخدمة ضيوف الرحمن!

فتشوا عن معوقات الإنتاجية في القطاعين العام والخاص، ولن تجدوها عند الموظف السعودي بل عند بيئة العمل السلبية التي تحتضنه وأنظمة العمل التي لا تحفزه ورؤساءه الذين يحبطون همته!