الكاتب الفرنسي تيري ميسان
الكاتب الفرنسي تيري ميسان
-A +A
عبدالرحمن العكيمي (تبوك)
هل كانت الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى تبرير حروبها ومشاريعها التوسعية في العالم؟.

ترى لماذا اضطرت أمريكا لصناعة سيناريو دموي تجاه المدنيين على أرضها بخلق حادثة 11 سبتمبر الشهيرة والمرعبة؟.


نتساءل هنا ونحن نعيد قراءة أخطر كتاب يفضح حقيقة الإخراج الدموي للحادي عشر من أيلول 2001 للكاتب الفرنسي الشجاع تيري ميسان، الذي وجه صفعة مدوية للرأي العام الأمريكي وللساسة ولصناع الحدث السياسي هناك، حينما ألف في العام 2002 كتابه المثير: (11 أيلول الخديعة المرعبة) إذ يبرز عبارة عريضة وصادمة على غلافه الرئيسي تقول: لم تصطدم أية طائرة بمبنى البنتاغون!

الكتاب الذي ترجم إلى 27 لغة في العالم ترجم للعربية وطبعته العديد من دور النشر العربية، وكأنها أيضا تحتفي ببراءة العربي من اتهام تاريخي خطير، تلك البراءة التي يقدمها كاتب ليس عربيا وليس مسلما أيضا..

لم يكتف ميسان، البالغ من العمر 59 عاما، بهذا الكتاب، بل تلاه كتاب آخر واصل فيه تقديم حقائق مرعبة عن الحدث الدموي المصنوع بإخراج أمريكي عالي المستوى، حتى إنه أصبح شخصية غير مرغوب بها على المستوى الرسمي في أمريكا.. ثم طالب الكاتب الأمم المتحدة بلجنة لتقصي الحقائق لتفجيرات11 سبتمبر.. لكن الأمم المتحدة لم تصغ لمطالب هذا الناشط الفرنسي، الذي يعمل خبيرا في مجال حقوق الإنسان لدى مؤتمر الأمن والتعاون الأوروبي، وهو أيضا رئيس تحرير مجلة بانتنان الشهرية ويترأس شبكة فولتير، ويقدم المؤلف العديد من الأدلة والبراهين التي تؤكد أن (الإف بي آي) هو الذي اختلق لائحة بأسماء قراصنة الجو ورسم من خلالها صورة نموذجية لأعداء الغرب، متسائلا: من المستفيد من هذه الجريمة؟.

ويشير إلى نفسية الانتحار بأنها فردية وأن القراصنة إذا كانوا من الانتحاريين فهم ليسوا من الأصوليين المسلمين، لأن القرآن يحرم الانتحار، مشككا في المستندات المكونة من أربع صفحات، التي عثر عليها، والتي يقول عنها ساخرا إنها كتبت بأسلوب لاهوتي تقليدي وسمته في الغالب تعود للقرون الوسطى وليس من عصرنا الحاضر، وقال إن هذه المستندات لا تتماثل مع الحقيقة، وباستطاعة كل من يعرف ماهية الإسلام كشف ذلك، فالمستندات تبدأ أولا بعبارة: (بسم الله واسمي واسم عائلتي) حرفيا ويضيف: (في حين أن المسلمين لا يصلون أبدا باسمهم الخاص أو اسم عائلتهم).

ويمضي تيري ميسان في تقديم حقائق تكشف السيناريو المفضوح متجاوزا الخطوط الحمراء للرواية الرسمية الأمريكية ليجعلها موضع الشك والكشف والتحليل والمراجعة، ليختم كتابه بتقديم المكاسب الأمريكية التي جنتها من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فيقول: إذا كان لوبي الطاقة هو المستفيد الأول من الحرب على أفغانستان فإن اللوبي العسكري الصناعي هو الرابح الأول، فقد حقق أكبر آماله وأكثرها جنونا متحدثا عن الارتفاع المفاجئ في الميزانية الأمريكية، إلى غير ذلك من المكاسب الاقتصادية والسياسية الأخرى.

وما زال الكتاب ومؤلفه يسجلان حضورا كبيرا وجدلا واسعا كلما مرت ذكرى الحادي عشر من سبتمبر.