-A +A
خالد السليمان
كان خبر إلقاء القبض على اللص الملثم الذي اعتدى على إحدى السيدات على رصيف شارع في مدينة القريات أسعد خبر أتلقاه صباح الأمس، فقد كان المشهد الذي التقطته إحدى كاميرات المراقبة مؤلما، واللص يتربص بالفتاة ثم ينقض عليها متجردا من الأمانة والمروءة ليدفعها أرضا بعد سرقة هاتفها وخطف حقيبتها!

فإذا كنا نواجه أوقاتا عصيبة اقتصاديا ومعيشيا وسياسيا فإن آخر ما يمكن أن نخسره هو الأمن والأمان الذي نعتبره أعظم نعمة تنعم بها هذه البلاد المحروسة!


ورغم تكرار حوادث السرقة التي تظهر جرأة على ارتكاب الجرائم في الأماكن العامة والأسواق وأمام المارة، إلا أن نجاح أجهزة الأمن في القبض على مرتكبي هذه الجرائم في أوقات زمنية قياسية يبرهن على أننا ما زلنا قادرين على الاحتفاظ بهذه النعمة!

لقد خاض مجتمعنا دائما معاركه مع اللصوص وقطاع الطرق بكل حزم، فالأمن كان ومازال أحد أهم الأهداف والأسباب التي قامت مع قيام هذه الدولة!

يحكي لي كاتب شهير قصة حصلت له في منتصف السبعينات الميلادية عندما كان شابا صغيرا وتوقف بسيارته الجديدة لعابر طريق طلب منه أن يوصله في طريقه، فأخذ الراكب الذي بدت عليه ملامح القسوة والشر يمسح بيديه على «طبلون» السيارة معجبا بها قبل أن يلتفت على صاحبنا ويقول له: «والله لولا إن فيها حكم يقص المسمار وإلا كان ما تركتها لك»!

إقامة الحدود بالقتلة واللصوص هو «قص المسامير» وهو الأمر الذي يحفظ لهذه البلاد أمنها وأمانها!.