-A +A
محمد أحمد الحساني
كثيراً ما أقرأ في الصحف أو أسمع في وسائل الإعلام الأخرى قيادات أمنية توصي الأفراد والضباط بحسن التعامل مع الجمهور حتى في حالة استدعاء شخص ما للتحقيق معه أو أخذ إفادته في موضوع أمني.. وهذا إجراء حسن وتوعية ذات نتائج طيبة، ومن هذا المنطلق فإنني أود من تلك القيادات ملاحظة عدد من الأمور التي ترفع من مستوى التعاون بين المواطن ورجال الأمن ومنها ما يلي:

أولاً: عند استدعاء أقسام الشرطة لمواطن أو مقيم لمراجعة الإدارة، فإنه يجري تعمد عدم إبلاغه بالأمر الذي طلب منه مراجعة القسم من أجله، وإن سأل القسم عنه قيل له بلغة حازمة: عندما تأتي القسم تعرف!، فإذا كان الطلب قد ورده في نهاية الأسبوع، فإن ذلك المواطن أو المقيم يظل قلقاً لأنه لا يعلم سبب استدعائه في معظم الأحوال، وربما أدى به قلقه إلى عدم الراحة في النوم أو الإصابة بالأرق، فإذا راجع القسم وعلم عن سبب الاستدعاء تنهد وقال: الحمد لله لأنه قد يجد أنه سبب بسيط مثل قيام جاره بتقديم شكوى ضده لأن عياله ورفاقهم يلعبون الكرة بجوار منزله ويتسببون في تصاعد الغبار الذي يَغشى منزله، ويتبادلون العبارات البذيئة في مزاحهم وأنه استدعي بناء على ذلك حتى يؤدب عياله ويمنعهم من اللعب في الشارع المجاور لمنزل جاره لأنه لا عذر لهم في ذلك، نظراً لوجود عشرات الملاعب والحدائق في كل حي ومخطط!!، فيوقع التعهد المطلوب ثم يعاتب جاره على أنه لم يراجعه في الأمر بدل الشرطة والورطة، فيرد عليه جاره الطيب بقوله: أردت أن أريك العين الحمراء!، فمثل هذا السبب ونحوه وما هو أكبر منه من أسباب لا ينبغي تعمد إخفاءها عن المواطن أو المقيم عند استدعائه، ما لم يكن الأمر خطيراً جداً أو ذا حساسية بالغة على سمعة المستدعى نفسه، وإلا فإن من اللياقة أن يعلم كل من يستدعى عن سبب الاستدعاء ليستعد بما لديه من أوراق وإجابات ومبررات لأن الهدف من الاستدعاء حل المشاكل قبل أن تصل إلى المحاكم إن أمكن ذلك.


ثانياً: بعض الدوريات تقوم بتوقيف سيارات شبان على قارعة الطريق لا لسؤالهم عن رخص القيادة أو الهويات أو رخص ملكية السيارات التي يقودونها، بل ليتم تفتيشهم «ذاتياً»، مع أن عملية التفتيش الذاتي تحكمها مواد نظامية محددة، فلا ينبغي التوسع فيها لما فيها من خطورة على أولئك الشبان لا تخفى على ذي لب، ولذلك فلا بد من مساءلة من يقوم بها متخطياً النظام ومواده ومعرفة سبب تجاوزه والدوافع الحقيقية للتجاوز، سواء وردت شكوى حول هذه المسألة أم لاحظ ذلك من يكلفون من رجال الشرطة بمراقبة أداء الدوريات الأمنية والمرورية.

ثالثاً: استخدام كلمة «المكرم» بدل «المدعو» في حال الإشارة إلى مواطن أو مقيم جرت مكاتبات أمنية حول أمر يخصه أو هو مطلوب فيه؛ لأن الله عز وجل كرم بني آدم وأنزل في ذلك قرآنا كريماً فلا يجوز لعباده ألا يكرم بعضهم بعضاً مخالفين بذلك خُلق الإسلام وخلق القرآن وخلق سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، وفي جميع الأحوال فإن على أي موظف عسكري أو مدني أن يعتبر نفسه خادماً لوطنه ولأبناء وطنه أو يدع الوظيفة لمن هو خير منه وأكثر فهماً لمعاني المواطنة الصادقة المخلصة.