-A +A
عبدالله الغامدي (الرياض)
أكد وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، أن المعلمين والمعلمات هم أساس التغيير والتطوير. وقال إن المحور الأساسي لأي تطوير إذا لم ينعكس على ما يدور داخل القاعة والفصل فلن يكون هناك أي تطور حقيقي للتعليم.

ولفت خلال حديثه للمشاركين ضمن برنامج «خبرات» في الملتقى الذي نظم بالرياض أمس (الثلاثاء)، إلى مقال أحد الكتاب الصحفيين وتجربة انتقال بناته للدراسة في الولايات المتحدة وسرعة الاندماج وروح التفاعل التي أبدتها الصغيرات في المدرسة، وقدرة الأخيرة على خلق الروح الإيجابية في أنفسهن.


وقال: «مثل هذه القصص وقدرة المدرسة على استقطاب بنتين صغيرتين جاءتا من بيئة مختلفة وثقافة مختلفة، تدعونا لأهمية التعرف على الكيفية التي استطاعت من خلالها المدرسة أن تحتضنهن وتقدم لهن الروح الإيجابية لحب المعرفة، وحب التعلم والمشاركة الفاعلة، دون حساسيات ودون ملل، ودون ضعف».

وتابع العيسى: «أقول لزملائنا في الوزارة إن جميع اجتماعاتنا وتخطيطنا وبرامجنا إذا لم تنعكس على واقع المعلم وعلى واقع الفصل الدراسي فنحن ندور في حلقة مفرغة، وأعمالنا تكون بلا ثمرة وبلا نتيجة. فلذلك أتمنى أن يكون هذا البرنامج هو إحدى الثمرات الحقيقية لتطوير النظام التعليمي وإيجاد منظومة تلبي احتياجات الحاضر والمستقبل».

وأشار إلى أهمية أن يثبت المعلمون والمعلمات ومن في الميدان مدى القدرة على التغيير والتطوير وتوظيف الأفكار الإيجابية، والاستفادة من النماذج العالمية في تطوير العمل التعليمي ومؤسساته.

واعتبر العيسى دور المعلم محوريا وجوهريا، ويعتمد عليه نجاح العملية التعليمية بتطوير قدرات الطلاب والطالبات في المجالات والمهارات كافة، لتنشئتهم وتهيئتهم للحياة والمستقبل. وبين أن برنامج خبرات صمم وخطط له من قبل الوزارة ليكون نموذجا لبرامج تدريبية على مستوى عالٍ لتطوير قدرات أعضاء الهيئة التعليمية.

وأضاف: «هذا البرنامج يأتي ضمن «رؤية المملكة 2030» التي نصت على تجويد العملية التعليمية، ورفع مستوى الجودة بشكل شامل، وتوفير تعليم نوعي قادر على التطلع للمستقبل، وتهيئة الطلاب للمرحلة القادمة في تاريخ المملكة».

وأكد العيسى أنه تم اختيار دول لديها تجارب ناجحة ومشهود لها في الإطار الدولي على تنافسيتها وقدرتها على التفوق والنجاح، وأثبتت من خلال الممارسات والاختبارات تفوق أبنائها ونجاحهم في العملية التعليمية، وأن هذا البرنامج سيكون تجربة فريدة للمشاركين، وفرصة عظيمة لعكس ثقافة البلد وحضارتها وقيمها أمام الآخرين، إذ ينقسم إلى قسمين؛ الأول: نوع من التهيئة العلمية والتربوية في الجامعات التي ستشارك في البرنامج. والآخر: تكون هناك فترة ثلاثة أشهر أخرى للتطبيق الميداني في إحدى المدارس، فيما سيكون تقييم المشاركين في البرنامج بعد عودتهم خطوة في طريق تطويره.

ونوه إلى توجيهه بأن يكون كل مبتعث في هذا البرنامج عند عودته مسؤولا عن تدريب خمسة معلمين من زملائه، متمنيا أن يكون المعلم المبتعث بعد عودته عنصر تغيير في مدرسته، وعنصر نجاح لهذا البرنامج.