-A +A
خالد السليمان
سمعنا عن الاستيلاء على الأراضي بالتشبيك ووضع اليد، وسمعنا عن التعدي على الشوارع بالتسوير ومد الحدائق، لكن أن يستولي أحدهم على شارعين عامين في جدة ويضمهما لمبنى مجمع تجاري وينجو بذلك مدة ٣٥ عاما فهذه جديدة علي! اللافت في القصة أن السلطات المختصة لم تتنبه لسرقة الشارعين سوى بعد وشاية بعض مستأجري المحلات المقامة على الشارعين بسبب رفع المالك قيمة إيجاراتهم، بينما غفلت عين الرقيب البلدي عن هذا التعدي طيلة ٣٥ عاما! السؤال الذي يطرح نفسه كيف حصل المالك المتعدي على رخص البناء على الشوارع المعتدى عليها، وكيف تمكن من تنفيذ الإنشاءات تحت سمع وبصر مراقبي البلدية الميدانيين، وكيف تمكن من إيصال خدمات الكهرباء والماء لها في الوقت الذي عجز فيه سكان أحياء كاملة عن إقناع شركتي الكهرباء والمياه بإيصال الخدمات لمنازلهم بحجة إشكاليات صكوك ملكيتهم؟! أما السؤال الأهم فهو كيف سيتم التعامل مع التعدي الذي حصل، وما هي العقوبة التي سينالها المتعدي؟!، هل سينتهي الأمر بردا وسلاما بإزالتها على قاعدة «لا تتعودها»، أم سيتم تغريمه بكل ما جناه من أرباح استثماره طيلة ٣٥ عاما مع عقوبة حازمة تجعل كل من يفكر في التعدي على الأملاك العامة وأملاك الآخرين يفكر مرتين وثلاثة قبل أن يقدم على مد شبوكه وأسواره وحدائقه وصباته.. وأطماعه؟!