-A +A
خلف الحربي
نشرت صحيفة الاقتصادية أمس تقريرا توقعت فيه الإعلان عن الرسوم الجديدة على سبع خدمات حكومية كانت الحكومة قد تحملت خلال الأعوام الماضية 50 بالمائة من كلفتها مثل رسوم الموانئ وجوازات السفر ورخص السير ونقل الملكية وتجديد إقامة العمالة المنزلية والحماية الجمركية لـ 193 سلعة، وذكر تقرير الجريدة أيضا أن الدولة ستبدأ تطبيق فرض رسوم جديدة على خدمتي التأشيرات والبلدية التي فرضت العام الجاري.
والخبر الأهم ليس هنا.. بل في تعليقات أعضاء مجلس الشورى على هذا الخبر التي وردت ضمن تقرير الاقتصادية، فهي تعليقات تشعرك بأن السادة أعضاء مجلس الشورى بينهم وبين المواطنين ثأر قديم، ولا أبالغ لو قلت بأن حماستهم للرسوم تفوق حماسة وزارة المالية!.

فقد نفى صالح العفالق عضو مجلس الشورى وجود أي تضخم يمكن أن يحدث بعد تطبيق الرسوم الجديدة على المواطن باعتبار أن (هذه الخدمات التي تطبق عليها الرسوم الجديدة قليلة).. هكذا دون عواطف زائدة يضعنا العضو -الذي يمثلنا- في مواجهة جدار الواقع دون أن يجاملنا بكلمة عابرة لا تقدم ولا تؤخر حول تأثير الرسوم الجديدة على محدودي الدخل.
بعد ذلك اتجه المحرر إلى عضو اللجنة المالية في مجلس الشورى الدكتور فهد العنزي الذي قال إن الرسوم على الخدمات تهدف إلى ترشيد الخدمات في وقت لا تتساوى الخدمة مع الرسوم، ودون عواطف زائدة أيضا.. أشار إلى هدف آخر للرسوم يتمثل في (إشعار المستفيدين من الخدمة بالمسؤولية تجاه ما يقدم لهم)!.
أعدت قراءة التقرير أكثر من مرة بحثا عن كلمة (ولو جبر خاطر) تشير إلى أهمية الارتقاء بالخدمات كي تكون في مستوى الرسوم التي يتكبدها المواطن.. فتشت و(بحبشت) بين السطور أملا في العثور على جملة واحدة (ولو مجاملة) تتحدث عن خطة ما لتخفيف العبء عن الشرائح الاجتماعية الأقل دخلا.. ولكن للأسف الشديد لم أجد إلا الحماسة منقطعة النظيرلرفع الرسوم.. عدت بالذاكرة إلى أكثر من تصريح شهير لأعضاء آخرين في مجلس الشورى فاستنتجت أن الإخوة أعضاء المجلس يكنون لنا بعض الضغينة لسبب لا نعلمه!.. ومن هنا حتى يتبين سبب البغضاء لا نتمنى من أعضاء المجلس الموقر سوى شيء واحد فقط وهو أن ينسوا وجودنا على سطح الأرض.. وكما يقول المثل الشعبي: (لا تقرصيني يا نحلة ولا أبغى لك عسل)!.