-A +A
مها الشهري
تعتبر سرقة النفايات من إحدى الظواهر الخطيرة لكن المجتمع لا يبالي بها في ظل عدم تطوير العمل على إدارة المخلفات وقلة الاستفادة مما يمكن إعادة تدويره، فأصبحت تجارة رابحة عند بعض العمالة الأجنبية وغيرهم ممن يستفيدون من تجميعها وبيعها، فهي تؤخذ من أمام البيوت والأماكن العامة وكذلك من المكبات.
يعود ذلك لعدة أسباب وأهمها سوء الاستغلال من قبل البلديات التي كان من المفترض أن تساهم في رفع الوعي المجتمعي بالمشاركة مع المواطنين، وأن تعتمد على الطرق السليمة لتنظيم وتصريف النفايات بدلاً من خلطها وحصر أساليب معالجتها في طرق محددة، وعندما غابت هذه الثقافة أصبحت النفايات عبئاً على بيئتنا وصحتنا، وأصبحنا نرى الكثير لا يبالون بترك مخلفاتهم بلا مسؤولية وبشكل يشوّه الأحياء والمتنزهات والأماكن العامة، وذلك يتسبب في كوارث بيئية ستظهر مشكلاتها على المدى القريب أو البعيد، بالرغم من أن حماية البيئة جزء من المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق الجميع.
من المفترض أن توضع أمام كل منزل وفي كل مدرسة وجامعة ومنشأة أكثر من حاوية؛ بحيث تفصل النفايات لفرز ما يمكن الاستفادة منه، ولكن بشكل خاص ليس هناك أسهل من الرقابة والتعامل مع النفايات المنزلية، بحيث تفصل مخلفات الأطعمة عن الورق والبلاستيك والزجاج والمعادن، وتوضع باقي النفايات في حاوية مستقلة يتم تصريفها كمخلفات غير نافعة، مع تخصيص كل حاوية بلون يميزها، ومن حق الفرد في هذه الحالة أن يتلقى أجراً مقابل المخلفات التي يمكن إعادة تدويرها واستخدامها، باعتبار هذا الأسلوب أحد المحفزات التي تساعد في تبني المجتمع للفكرة وإنجاحها، فهم من يجب أن يقتنع بالتغيير وهم الذين سيحدثونه، وقد تمكنت كندا مثلا من تحويل البلاستيك إلى طاقة ونفط خام، كذلك فإن ربع الستة ملايين طن من الورق والكرتون المستخدم في كندا يعتبر مما أعيد تدويره، ويمكننا الاستفادة من تجربتها في طريقة التحكم بالنفايات بوجه عام والأساليب التي مكنتها من تحفيز المجتمع على المساهمة في ذلك من خلال المدارس والجامعات ومكاتب العمل، حينها سنجد أن ابن السادسة سيتمكن من تصنيف النفايات وأنواع البلاستيك لترسيخها ثقافياً.
لا بد أن تطور البلديات والمجالس البلدية التابعة لها دورها التنموي من خلال تشجيع المستثمرين للعمل على هذه المشاريع بشكل منظم، وعليها أن تتبنى العمل على كافة الأنشطة والبرامج التي تخدم هذا الغرض، ومن مسؤولياتها إيجاد السبل في رفع وعي أفراد المجتمع وتشجيعهم على فصل النفايات وتصنيفها تدريجياً حتى تترسخ في ثقافتهم وتصبح إلزامية مع الوقت، حينها ستتطلب فرض العقوبات القانونية على المخالفين، ذلك أفضل من فرض الرسوم والضرائب كحل مبدئي دون السعي في تطوير الخدمة وعدم إقناع الناس بالجدوى منها.

Twitter: alshehri_maha
maha3alshehri@gmail.com