-A +A
حسين الشريف
الطموح المبالغ فيه يكون أحيانا عائقا أمام الإنسان لتحقيق أحلامه كونه لا يقترن بالإمكانيات المتاحة التي ربما تكون أقل بكثير من مستوى ما يطمح إليه مما يشكل له صدمة ..
ونحن كرياضيين نمتلك طموحا عاليا، بغض النظر عن مدى إمكانية تحقيقه كما هو الحال بالنسبة لمشاركتنا الأولمبية القادمة، بحكم أننا نحكم على الأمور عاطفيا ولكن ماذا عن واقعنا ؟

الواقع مختلف تماما فكل شيء حول فرقنا المشاركة لا يوحي بتحقيق شيء، وبالتالي يجب علينا أن نكون واقعيين في تعاطينا وتعاملنا مع مشاركتنا الأولمبية القادمة ريو دي جانيرو 2016 حتى إذا ما استطعنا أن نحقق ما نريد أقلها لا ننصدم بالنتائج.
ولاسيما أن القائمين على اللجنة الأولمبية السعودية كانوا شفافين معنا بدرجة عالية، وذلك عندما وضعوا النقاط على الحروف بخصوص العمل لهذه الأولمبياد التي ولدت خارج رحم مشروع التطوير، ونتائج أعمالهم الحالية لن تظهر قبل جاكرتا 2018، وبالتالي فإن المشاركة الحالية هي امتداد للعمل السابق بمعنى أنه لا يمكن لإنسان عاقل أن يحملها الأمير عبدالله وفريق عمله حتى وإن ترأس الوفد وتصدى للمهمة.
ولا يعني هذا أننا نسلم بالفشل ونزرع في نفوس أبطالنا المشاركين الإحباط، بالعكس الطموح حق مشروع وعلينا ألا نرمي بالمنديل في المنافسة. ولكن لا بد من ربط الطموح بالإمكانيات والإعداد فهما من يصنعان لك التفاؤل بالإنجاز..
لذا يجب علينا نحن كمجتمع رياضي بشكل عام والإعلام الرياضي بشكل خاص أن نكون منطقيين في طرحنا الإعلامي ومتفهمين وألا نطير في «العجة» كما نفعل دائما مع أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية في حالة إخفاقها بل يجب علينا أن ندعم تطوير اللجنة الأولمبية بمعنى ألا نضغط عليهم بمجرد ظهور نتائج سلبية في ريو دي جانيرو.
ولست هنا للدفاع عن اللجنة الأولمبية وأعمالها وإنما ايمانا مني بأن الحصاد المتوقع لمشاركتنا في ريو 2016 هو للفريق السابق حتى وإن حققنا الميدالية الذهبية فلن نحسبها للمسؤولين الحاليين ولكن بعد أولمبياد 2018 من حقنا كإعلام أن ننتقد وننتقد بشدة وعلى المسؤولين أن يتقبلوا هذا النقد.
ولكن لا أخفي عليكم بأني متفائل بمستقبل اللجنة الأولمبية السعودية بعد ريو 2016 بأنه سيكون أفضل بكثير وذلك بعد اكتمال مشروع تطويرها نظير ما يتضمنه هذا المشروع من أعمال وبرامج لمستها في حماس رجالها مما يجعلني أتفاءل.
وقفة
لا شك ألا حلم يعلو سماء رياضتنا مثل حلم تحقيق ميدالية أولمبية ذهبية.