-A +A
مي خالد
قرأت مرة أن عددا كبيرا من الأشخاص حول العالم كتبوا في محرك غوغل السؤال التالي بصيغ ولغات مختلفة:
هل سأموت؟

إذا علمنا أن مائة مليار من البشر الذين عاشوا قبلنا ماتوا بالفعل فالمتوقع أن جواب السؤال: نعم ستموت. وغالبا ستموت قبل عمر 122 سنة التي أدخلت امرأة موسوعة غينس كأكبر معمرة حول العالم.
الخبر السار أنك لو كنت امرأة فستعيشين 3 سنوات أكثر من متوسط عمر الرجال.
أما إن كنت رجلا وأزعجتك هذه الأخبار فمن المتوقع أن يتضاعف عدد المعمرين عام 2050 ويمكنك عبر الغذاء الصحي وتجنب التدخين والانضمام لناد رياضي أو حتى المشي في ممشى الحي أن تلتحق بهم وتنضم لنادي المعمرين.
هناك الكثير من الأبحاث الطبية حول العالم هدفها اكتشاف طريقة علاجية ترمم الجلد والأعضاء الداخلية بحيث يبدو من هو في عمر التسعين وكأنه ابن خمسين، ونجحوا في كثير من أبحاثهم، أما الأمر الذي لفت انتباهي أكثر من مقاومة الجسد للشيخوخة فهو أن أي شخص لديه ثروة صغيرة يستطيع دفعها لإحدى الشركات المتخصصة في تجميد الموتى والتي ستجمد رأسه لحين وصول البشرية لطريقة تعيد الحياة للميت!
لا أعرف ما الذي سيفعله العائد من الموت برأسه فقط. أم أنهم سيزرعون لرأسه جسدا جديدا؟. لا أدري!
أما الملياردير الروسي ديمتري ايتسكوف فمول فكرة مشروع غريبة حيث يعملون على تسجيل كل مافي رأسه من ذكريات ومعارف داخل رجل آلي ثلاثي الأبعاد. نعم. يصنعون نسخة من ذكرياته ومشاعره وخبراته بحيث تكون على الأرض نسخة منه، لكن هذا لا يعني أنه سيخلد في الأرض أو يكون من المنظرين، إنها لا تعدو نسخة منه وليست هو بالفعل.
كانت حيلة الإنسان الأول تحنيط جثته وتحويل مقبرته إلى قصور ومعابد وأبهة عمرانية كالأهرامات ومدائن صالح، أما حيلة الإنسان المعاصر فلا تبتعد كثيرا عن حيلة الأول، وكلاهما يطلب الخلود بالشعوذة أو بالعلم. لا يهم.. المهم ألا يموت. مسكين هو الإنسان متعلق بالحياة والحياة تنبذه وتحتقره وتعبث به داخل حروبها وصراعاتها.. والآخرة في انتظاره مهما فعل.