-A +A
مي خالد
«الفن الجيد تعليمي
الفن التعليمي غير جيد».

هناك قصة نعرفها جميعا كسعوديين وهي أن مجموعة صغيرة من الشباب المتشدد في التسعينات قاموا بتفجير مبان أو إحراق محلات تسجيلات صوتية أو محلات فيديو ثم تابوا.
ومع مطلع الألفية أصبحوا إعلاميين مشهورين، مذيعين، وكتاب رأي.
ولأنهم كانوا متشددين يحرمون الألعاب والتلفزيون والموسيقى ولم يتابعوها طوال عمرهم. لذا انبهروا بها بعد ترك التطرف. وكأنهم محدثو نعمة. ولا أبالغ حين أقول إني كنت أقرأ مقالاتهم وأعرف تحت تأثير أي فيلم عربي كتبوها. أتذكر مقالة أحدهم وهو يقتبسها من الفيلم المصري «صباحو كدب» حين تساءل الممثل أحمد آدم وهو يلعب دور مدرس موسيقى كفيف: عمرك شفت عازف كمان يقتل؟
فظن القوم أن الأفلام والأغاني تحارب الإرهاب وبدأوا يروجون لهذه الفكرة حتى أصبح أتباعهم اليوم يكررونها ببغائيا وكأنها قانون فيزيائي مثبت علميا.
أستطيع أن أحترم من يقول إن دور الفن التطهير وينسب مقولته لأرسطو. لكن كيف يمكننا احترام من يقول دور الفن محاربة الإرهاب وينسب مقولته للممثل المصري الفاشل أحمد آدم؟!
نجد أتباع مدرسة أحمد آدم يتحدثون أعقاب كل حلقة من سيلفي عن الحمولة التعليمية التي قدمتها الحلقة ضد التطرف وهم بذلك يظلمون المسلسل الذي بدأ بعض مؤلفيه بكل أسف يستجيبون لهذه المطالب ويزجون بعلم داعش في حلقاتهم مقرونة بنداء «الله أكبر» بينما نحن نلوم الإعلام الغربي على ربطه بين «الله أكبر» والهجمات الإرهابية!.
وأتوقع أنهم سيستجيبون في العام القادم للمراهنات التي يطلقها البعض بعد كل حلقة عن داعش ويتحدون طاقم المسلسل بالحديث عن الإرهاب الشيعي!
هذا ما أتوقعه أما ما أنا متأكدة منه أن هذه المماحكات ليست دور الفن. ويجب أن ينقذ أصحاب العمل هذا المسلسل السعودي المهم لأنه يعرض في توقيت الذروة على أهم قناة عربية فلأول مرة يحظى مسلسل سعودي بمتابعة عربية كبيرة.
أخشى أن يقع القائمون على المسلسل في مأزق الاستجابة لهذه المماحكات أو الاستمرار في استثمار نجاح حلقة «بيضة الشيطان» وتكرار ثيمتها على هذا النحو الممل بمعالجات تعليمية ضعيفة. فالفن التعليمي غير جيد.