-A +A
مي خالد
الكاتب السياسي صاحب المقالات التحليلية المهمة. صاحب التاريخ الصحفي الرصين والغزير. جعلنا نرتبك أمام تاريخه الطويل بتقديم برامج تلفزيونية يعلو فيها صراخه بلهجة عامية، لا يمكنك أن تأخذ حلقات برنامجه على محمل الجد بسببها، وكذلك بسبب أسلوبه الأقرب «للخناق» و «الهوشة» منه للحوار.
لا يتوقف عن تقديم برنامجه طوال العام ظانا أنه يقدم إعلاما تنمويا يهدف لسد بلاعات الشوارع وإصلاح المطبات وردم حفر الأسفلت وتقييم أداء موظفي الدولة.

لم أتصالح أبدا مع ظهوره على الشاشة وهو صاحب المظهر البعيد عما تقبله الكاميرا عادة وشروطها الصارمة في الكاريزما والحضور. خاصة وهو في عمر متقدم يفترض أن يكون رأينا كمتلقين تجاهه لا يشوبه سخرية أو تهكم. وهو من هو في دنيا الصحافة. كان يجب أن يحظى باحترامنا لتاريخه الطويل والجيد كصحفي. لكنه أفسد تاريخه حين استلبه التلفزيون واستجاب لجاذبية وسحر الشاشة.
وكنت أظن أن أمر هذا الرجل انتهى بالنسبة لي ولجميع من كان يتابع مقالاته بحرص حين كان كاتبا.
لكن من عجائب الزمن أن هذا الرجل لم يتوقف عند برنامج الصراخ الذي يستمر برتابة طوال العام. بل قرر ملاحقتنا في رمضان وقدم برنامجا فنيا وسمى برنامجه باسمه في نرجسية غريبة. أو ربما هي ليست نرجسية فقبل عقود كانت شريهان تقدم فوازير رمضان باسمها.
واستضاف سميرة توفيق إحدى جميلات جيله و «طنط» ليلى علوي. التي لا أتصور أن هناك من الجيل الذي جاء بعد جيل ليلى علوي من يرى أنها ممثلة جيدة أو لها في ذاكرة الفن أي فيلم باق. إنها فنانة أفلام المقاولات والمسرح التجاري، ليس لها ميزة غير أنها جميلة جيلها. واستضاف فنانات خليجيات متواضعات المستوى ولم ينس أن يصرح أنهن جميلات كذلك! أما أغلب ضيوفه من الرجال فهو لا يعرف عنهم شيئا تقريبا وواضح جهله بهم.
لا أكاد أفهم كيف من الممكن أن يقدم رجل ثقيل الحضور ومناطقي اللهجة برنامجا فنيا يفترض به الخفة؟ بل كيف يعد له ويختار هدايا شديدة السذاجة والقبح مقاطعا ضيوفه ليقدمها لهم في محاكاة لبرامج فنية لبنانية ومصرية؟ فبرغم لهجته المغرقة في المحلية لم يستطع أن يخلق بيئة محلية خاصة لبرنامجه على الأقل!