-A +A
مي خالد
هذه المشاريع التي تقوم بها الأسر داخل البيوت فتصنع النساء مأكولات شعبية أو حلويات شرقية أو كيكا ولديهم موضات من الأكلات تعم وتنتشر ويكثر عليها العرض والطلب. كموضة «حلا اللوتس» الذي لا تكلف مواده الأولية من السوبرماركت ثلاثين ريالا بينما يباع بعد تجميع مكوناته في أطباق صغيرة إلى مائة ريال. وغيرها من أصناف الطعام. ويزدهر عملهم في رمضان ويتم بيعها إما عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عن طريق الجلوس في الأسواق أو الحدائق العامة وأخيرا ظهرت محلات تحمل اسم الأسر المنتجة تعرض مأكولات يوجد مثلها في السوق لكن بأسعار خيالية. وهنا تحولت هواية الطهي والبيع الجائر غير المنظم من عمل فردي إلى عمل مؤسسي يحتاج تنظيما وتحديدا للأسعار الباهظة التي تقدمها هذه الأسر فهي أضعاف تسعيرة المطاعم خمس نجوم.
لماذا نسمح باستغلالنا بدعوى أنهم أسر سعودية محتاجة للدعم؟

وهذا الكلام ليس دقيقا فأنا أعرف معلمتين تتقاضيان راتبا أكثر من عشرة آلاف ريال، ولا تدخلان المطبخ بل علمتا خادماتهما عمل الحلويات وخبزها لبيعها على الانستغرام بمبلغ يصل لسبعمائة ريال للكيكة الواحدة!
ثم هل نهتم بمستوى نظافة هذا الطعام الغالي الثمن! وهل العاملات فيه لديهن شهادات صحية؟
إذا كان الكثير من المطاعم التي تعمل تحت رقابة البلديات يحدث لديهم تسمم، وتغلق محلاتهم لمخالفة الشروط فكيف بالعمل في مطابخ البيوت التي لا يمكن مراقبتها؟
ما دورنا إزاء هذه الأسر المنتجة وكيف ننظم عملها أو ندعمها بطريقة صائبة؟ خصوصا أن هذه الأطعمة صعب مراقبتها وضبطها حتى لو كانت هناك جهة تشرف على عملها وتصدر لها شهادات صحية وتضبط الأسعار.
أما الأسر المتعففة والمحتاجة التي لا تنطبق عليها الشروط فلتعمل بسلع بعيدة عن صحة الناس فتبيع أجهزة أو أكلات مصنعة ومغلفة وعليها تاريخ إنتاج وتتكسب منها بالمعقول وليس بهذه الطريقة الاستغلالية الجشعة.