-A +A
مي خالد
الحياة الحرة هو عنوان سلسلة أفلام وثائقية بثتها قناة ناشيونال جيوغرافيك، عن العيش دون التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.
أسمع أن البدو قديما كانوا يقومون بإشعال النار باحتكاك الحجر لكني لم أشاهد أحدا يفعل ذلك في الواقع. وشاهدتهم في البرنامج يشعلونها باحتكاك الأغصان وبتسليط ضوء الشمس عبر عدسة مكبرة على الحطب فتشتعل النار.

ألم تفكروا يوما ما أنه حين لا يوجد بوتاجاز ولا ولاعة أو كبريت من سيطهو طعامكم؟
لا بد أن بعض الرجال في عائلاتكم يجيدون الرماية والقنص بالبندقية لكن ماذا عن صناعة القوس والرمح حين لا توجد أسلحة؟ من سيصطاد ومن سيطعمكم؟
الكثير من الشباب السعودي لا يعرف طريقة بناء الخيمة ولا يهتدي بالنجوم كي يستدل على وجهته ولا يظن أنه يحتاج تعلم هذه المعارف البدائية.
لذا حين نقرأ خبرا عن شخص مفقود في الصحراء نقرأ بعد مدة عثورهم على جثته فهو لا يعرف كيف يعيش في ظل انعدام التقنيات الحديثة، وبعضهم يخلع ثيابه بسبب الحر وهذه أسرع وسيلة ليجف جسده من السوائل فيموت عطشا.
وكثيرون لا يعرفون شيئا عن أساسيات الزراعة. إن اضطر أحدنا للبقاء بعيدا عن المدنية لفترة طويلة نسبيا.
قرأت وسمعت كثيرا عن المطالبات بالتجنيد الإجباري للشباب. وقبل مشاهدتي لبرنامج «الحياة الحرة» لم أكن أفهم هذه المطالبات، وكنت أعتقد أن التجنيد يضيع عمر الشاب الذي للتو تخرج في الجامعة. لكني الآن أفهمها وأدعو القارئ الكريم ألا ينتظر أن تفعل له الحكومة كل شيء. لا تنتظروا التجنيد الإجباري بل بادروا واخرجوا بعوائلكم شبابا ونساء وأطفالا إلى القرى والمزارع وإلى البر، عيشوا في خيام واتركوا وسائل التقنية التي سهلت حياتنا كثيرا، اتركوها في بيوتكم تلك التي لم نعد نستطيع العيش من دونها. اتركوها وتعلموا الحياة الحرة مع أطفالكم فلا أحد يعرف قد تحتاج هذه المهارات البدائية لأي ظرف يلم بحياتك. تعلمها الآن فغالبا لن تجد إنترنت تبحث فيه عن معلومات.
أنصحكم قبل التطبيق بمشاهدة سلسلة الحياة الحرة وتجدونها في اليوتيوب وكذلك اقرأوا «كتاب البقاء .. العيش في الظروف الصعبة»، وهو كتيب صغير يستخدمه الجيش الأمريكي يحوي أفكارا ونصائح عن البقاء في أصعب الظروف. تستطيعون تحميله من قوقل.