-A +A
خلف الحربي
نقل موقع (العربية نت) عن مصادر محلية في صنعاء أن العاصمة اليمنية باتت تشهد أزمة قبور حادة بسبب تدفق قتلى ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من مختلف الجبهات إلى صنعاء، وقد حجزت الميليشيات مساحات كبيرة في المقابر المعروفة داخل العاصمة لدفن قتلاها ومساحات إضافية للقتلى المحتملين، ما صعب الأمر على أهالي بقية المتوفين، حيث وصل سعر القبر الواحد إلى ما يقارب 400 دولار.
ورغم ذلك لا تزال ميليشيات الحوثي تحاول المراوغة والمناورة خلال مفاوضات السلام مع الحكومة الشرعية، ربما لأن القبر أصبح اليوم هو المشروع الأهم في العالم العربي، فالكثير من عواصم العرب الشهيرة لم تعد مشغولة ببناء الجامعات ومراكز البحوث قدر انشغالها بافتتاح المزيد من المقابر الجديدة.

في صنعاء وفي بغداد ودمشق وطرابلس أصبح القبر هو عنوان المرحلة وأضحت الجنائز نشاطا يوميا مزدهرا بعد أن تدنت قيمة الإنسان إلى أدنى مستوياتها، لم يعد ثمة حوار سوى حوارات الرصاص وتزاحم القتلى في المقابر والطرقات حتى بتنا أمام واقع مخيف يقول إننا أمام أمة على وشك الانقراض، ولن يخرج العرب من هذا النفق المظلم الموحش إلا إذا أدركوا بأن حياة إنسان واحد أغلى من كل المكاسب السياسية والسلطوية الموجودة في هذا العالم.
**
لا أعلم كيف يمكننا القفز من موضوع مؤلم إلى موضوع مفرح مباشرة ولكن هكذا هي الحياة: دمعة حزن ساخنة تختلط بابتسامة فرح عفوية، وقد جاء فوز النادي الأهلي بالدوري قبل يومين لتتجاوز الفرحة قلوب عشاق الفريق الراقي فتصل إلى قلوب كل عشاق كرة القدم، لأن الأهلي كان طوال السنوات الماضية فريقا يقدم كرة قدم أنيقة ولكن عانده الحظ بطريقة غير عادية حتى ابتعد عن لقب الدوري لعقود من الزمان.
وإحقاقا للحق كان الأهلي بطلا بلا بطولة يقدم المتعة الكروية للجميع ولكنه يخرج جريحا في آخر الموسم، ما يجعلك تؤمن أكثر أن كرة القدم لعبة غير عادلة، حتى جاء فوز الأهلي بدوري جميل لينصف كرة القدم ثم ينصف الفريق الأخضر ولاعبيه الموهوبين وجماهيره الرائعة.
مبروك للأهلي ولجماهيره الوفية التي لم تفقد ثقتها بفريقها البطل في يوم من الأيام ومبروك للاعبيه الذين أمتعونا، ليس في هذا الموسم فقط بل في المواسم الثلاثة الأخيرة، ومبروك لإدارته الواعية التي لم تتهافت على الإعلام بل فضلت التركيز على العمل الجاد حتى وصلت للنتيجة التي تريد بكل هدوء.