-A +A
مي خالد
بينما كان سمو الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن خطته لإقامة متحف إسلامي هو الأكبر في العالم. مؤكدا أنه من غير المعقول ألا يكون في مهبط الوحي متحفا إسلاميا. رحت أتخيل تفاصيل الحلم الذي أثار حماستي جدا، ولاعتقادي أننا فرطنا طويلا في الاهتمام بآثار النبوة بل ساهمنا في طمس بعضها إما لتوسعة الحرمين الشريفين أو خشية تبرك الناس بها. ولا أقول ذلك على سبيل الندم. فإن أغلب البشر يندمون على أفعال ارتكبوها أو أقوال نطقوا بها. أما السعوديون اليوم فهم يسابقون الندم على أفعال لم يرتكبوها وكلام لم ينطقوه قبل نضوب النفط.
الندم الثاني الذي يتعرض له الإنسان بسبب عدم اتخاذه موقفا أو لأنه لم يقدم على الفعل أو يجرؤ على الكلام هو أشد إيلاما من الندم الأول. ندمنا على فعل فعلناه فأخطأنا أو قول قلناه دون أن نفكر جيدا. هو ندم نخرج منه بتجارب تثري حياتنا وتصحح الأخطاء على الأقل.

إن سار برنامج التحول الوطني كما وصف سمو الأمير محمد بن سلمان في رؤيته التي أوضحها فأستطيع أن أقول أننا سنتجاوز الندمين إن شاء الله.
قلت في أول المقال أني رحت أتخيل تفاصيل المتحف الإسلامي الذي سيكون الأضخم حول العالم.
لذا يجب أن يكون مكانه هو الأميز أيضا.
حدث في تاريخ البشرية حادثة عجيبة في ليلة ظلماء خرج فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم هاربا من محاولة اغتياله في مكة المكرمة مستعملا طريق القوافل التجارية التي يستعملها أهل مكة في رحلة الشتاء والصيف قاصدين الشام لكنه توقف في يثرب.
إن لم يكن هذا الممر التاريخي العجيب الذي به بدأت قصة الإسلام وهجرة النبي التي نؤرخ بها حتى يومنا هذا هي البقعة الأنسب في الحجاز الشريف لإقامة أضخم متحف إسلامي فإي بقعة ستكون أنسب منه؟
طريق القوافل الذي يؤرخ لرحلة الشتاء والصيف ولهجرة النبي إن تحول لممر مكتوب على جدرانه قصة الهجرة وسورة «لإيلاف قريش» تحول تلقائيا لأطول ممر وأضخم متحف إسلامي خاصة مع توفر سكة الحديد.