-A +A
علي بن محمد الرباعي
وصل أبو مروان مكة. احتشد عدد من أبناء المنطقة للترحيب به. قدموا عزيمة من عزايم الرحمن. فرشوا حوش الفطاني وأعدوا ذبيحتين مع رز سليق. في صبيحة اليوم التالي بحثوا لضيفهم عن عمل عند شيخ الحلوانية. تدرب عدة أيام على الوزن ومعرفة السعر واجتهد في كسب رضا (عمه).
اعتاد مدّ يده ليتذوق الحلاوة. صاده العم متلبسا فصفعه (مُخمّسا) أعماه. نزل إلى الحرم وقعد جوار عمود وكفه على خده لتخفيف حرارة اللطمة. كان يردد (هذا رزقي اللي جيت ألمح له في مكة. ما جيت إلا لها). انتبه له أحد كبار السن. اقترب منه. صافحه. تعارفا. قال: أنا عمك شريف من شمال أفريقيا. رحّب به وقصّ عليه قصته. فقال المغربي: (يا ولدي رزقك تحت عتبة باب بيتكم). التفت للشيبة، وقال: «يا عم دخيلك أنا جيت طلبا للرزق في مكة اعتمادا على الله ثم على رؤيا في منام. وأخاف ذلحينه تردني إلى الباحة ويغدي تعبي بلاش».

أكد له أن رقبة جمل مليئة بالذهب مدفونة في مدخل بيته. خرج من الحرم قبل إقامة الصلاة ومر على عمه الحلواني وتحاسب منه. ثم توجه لمحطة نقل المسافرين. قابل العريكة وجها لوجه. سأله: «رايح الديرة يا عم» أجابه: مسرعك يا فرخي ما بعد أمداك. ردّ عليه: خلاص انقضى اللازم. سأله معك أجرة ؟ قال إيوه «تنكة حلاوة طحينية» فقبلها منه.
عاد لديرته وتالي ليل روى لأخيه حكاية «رقبة الجمل» قال له: اسمع لا تجيب سيرة لأحد خصوصا زوجتك. انفعل ورد عليه: أما زوجتك أنت باسم الله عليها. اتفقا على افتعال مشكلة مع الزوجتين. وترحيلهن إلى أهليهما. وفي ظلمة دامسة بدأ الحفر، وتم استخراج جلد رقبة الجمل المحشو بالذهب.
حاول الصغير يقسم في الحال. امتنع الكبير، وقال: الصباح رباح. هبطا سوق الخميس واشتريا بقرة تبل القرص، وتسمد الركيب، وتنتج حسلان. اتسعت تجارتهم في البقر إلا أن النفوس ضاقت. واليوم الأخوان يراجعان المحكمة شبه يومي لحسم الخلاف بينهما شرعا. علمي وسلامتكم.