-A +A
مي خالد
أعلن مركز القياس الوطني عن نيته تقديم اختبار قياس للزواج.
ليس لدي تصور عن الأسئلة التي سيقدمها الاختبار ولا أعرف هل سيقيس جاهزية الفرد للزواج أو مدى توافق الخطيبين. فلو كان سيدرس مدى التوافق مثلا فسيكون عملا رائعا وسيغني الناس بالتأكيد عن بحث مدى التوافق بين أبراجهم الفلكية والخزعبلات.

لكن أخشى أنه مجرد أسئلة نظرية واختيار بين متعدد كما هي طبيعة الاختبارات في مركز قياس، وخشيتي تلك مبنية على معرفتي بالهوة الواسعة التي نجدها في حياتنا بين النظرية والتطبيق.
ما يحتاجه الناس في السعودية حيث القاعدة أن لا يعرف الطرفان المعنيان بعضهما بل يدبر الأهل موضوع الخطبة وترتيبات الزواج وصاحب أو صاحبة الحظ الجيد من يسمح له أو لها بنظرة شرعية خاطفة لا تجعل أحدا يميز إن كانت هذه المرأة مختلة عقليا أو كان هذا الرجل مدمن مخدرات.
وعليه فالمطلوب إجراء اختبار للأمراض العقلية تشمل فحصا لحالات مثل اضطرابات الشخصية والاكتئاب والفصام، وما إلى ذلك.
كما يفترض أن تشمل الاختبارات الاضطرابات السلوكية والشخصية.
كما تشمل الاختبارات الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي ومدى مهارة الشخص في إدارة غضبه وتحكمه في انفعالاته.
على شريطة توعية الناس بأن نتائج هذه الاختبارات لا تعني التخلي عن الطرف الآخر بل تعني معرفة علاجه وطريقة التعامل معه من أجل إنشاء أسرة ناجحة لا تنتهي بالطلاق بعد صدمة الاكتشاف.
هذا بالنسبة للصحة النفسية أما الصحة الجسدية فكذلك لا يصح التغاضي عنها فهي من أشد الأسباب التي تؤدي إلى علاقة زوجية سعيدة وهذا بالتأكيد لا يعني التفتيش عن مشكلة وراثية أو جينات حاملة لبعض الأمراض هي ليست فرصة للقبض على خطأ في الطرف الآخر لكن هي معرفة ضرورية تعين المقبلين على الزواج وتساهم في وضوح العلاقة ومعرفة التعامل مع العراقيل الصحية التي قد تظهر على المدى الطويل، أو التي من الممكن أن يصاب بها الأطفال.
هذا ما يمكن أن تقدمه الدولة للمقبلين على الزواج إلى جانب التحاليل الطبية التي سبق وأقرتها. ونحن في انتظار اختبارات مركز القياس الوطني لنرى مدى جدواه.