-A +A
خلف الحربي
حين فاز النصر بالدوري قبل موسمين بعد غياب طويل عن منصات التتويج علقت في هذا العمود أن كل شيء في النصر أصبح جميلا باستثناء رفع جماهير النصر تيفو يحمل كلمة (كحيلان)، كانت الجماهير ترى في ذلك بادرة وفاء للأمير فيصل بن تركي الرجل الذي قاد مسيرة الفريق الأصفر نحو البطولات، وكنت أرى أن الإنجاز النصراوي شاركت في صنعه أطراف كثيرة ومن الخطأ (تشبيكه) باسم شخص واحد مهما كان دوره مؤثرا.
واليوم عاد النصر إلى الحالة التي كان عليها قبل عدة سنوات: هزائم تتخللها تعادلات، وتعادلات تتخللها هزائم، وأزمات مالية لا يمكن حلها إلا من خلال أزمات مالية أكبر، تخبطات إدارية تتمثل بشراء غير نافعين بعشرات الملايين في الوقت الذي تدور فيه أقاويل بأن بعض اللاعبين الذين صنعوا الإنجازات لديهم مستحقات مالية لم يتسلموها حتى الآن، غابت روح الفريق الذي تسيد الساحة المحلية خلال الموسمين الماضيين وأصبح النصر بحاجة ماسة لتصحيح الأحوال المائلة.

وإذا خسر النصر فرصة الفوز بكأس الملك فإن موسمه هذا سوف يكون درسا في كيفية السقوط السريع المريع الفظيع، حيث هوى من القمة إلى القاع دون أن يفتح البارشوت، وفي هذه الحالة تكون استقالة فيصل بن تركي ضرورية لتغيير أسلوب إدارة النادي، صحيح أن الأمير فيصل بذل ماله وجهده من أجل النصر وأخفق في تحقيق أهدافه في عدة سنوات ثم عاد ليفاجئ الجميع بفريقه المذهل، ولكن دوره في حال خسارة النصر لكل بطولات هذا الموسم يكون قد انتهى ولا بد من تسليم الراية لإدارة جديدة تحاول أن تستعيد إرادة الفوز النصراوية التي غابت في غمضة عين.
صحيح أن المال مهم في عالم كرة القدم اليوم، ولكن المال وحده ليس سببا كافيا للتفوق، والدليل على ذلك أن فرقا لا تملك موارد مالية لا تذكر مثل (التعاون والفتح والخليج) تتفوق على النصر في ترتيب فرق الدوري، فالإدارة الطموحة القريبة من اللاعبين والقادرة على اختيار المحترفين المؤثرين هي التي تصنع الفرق، لذلك فإن أفضل ما يمكن أن يفعله فيصل بن تركي في حالة خسارة النصر كأس الملك هو أن يرحل بهدوء وله الشكر الجزيل على ما تحقق خلال الموسمين الماضيين.