-A +A
مي خالد
هذا عنوان مسلسل كرتوني عرض في التسعينات. تقوم فيه المعلمة باصطحاب الأطفال في باص المدرسة الأصفر لتعلمهم دروسا جديدة كل يوم. حيث يتحول الباص لأي شيء تريده المعلمة.
أما في زمن اليوتيوب فيظهر مدير المدرسة السحري وهو يعانق الطلاب حين دخولهم من باب المدرسة ويستقبلهم بالأحضان. وإن كان هذا الفعل قد يعد جريمة في الغرب لكننا كعرب عاطفيين تأثرنا بالمشهد وامتدحناه خاصة أن موضة فيديو المعلمين الذين يصبون القهوة لتلاميذهم في قاعة الامتحان أو يطعمونهم أو يبخرونهم لم تكن قد انتشرت في زمن كان رأس الهرم في التعليم نفسه لا يفوت فرصة دون أن يظهر شغفه البريء بالتعليم والتصوير في آن.

المهم أن هذا الزمن ولى وأن المدير مفرط الرقة توفي طفل يدرس في مدرسته يوم الاثنين الماضي. توفي الطفل مختنقا داخل الباص.
لقد قضى الطفل يومه الدراسي داخل الباص دون أن يكتشف أحد تغيبه عن المدرسة.
هذه الحادثة المؤلمة هي المحك الحقيقي للمدير. نعم. إدارة المدرسة تتحمل المسؤولية عما حدث، لو أنهم اتصلوا بولي أمر الطالب ليتفقدوا غيابه لاكتشفوا أنه محبوس في الباص السحري الذي تحول من باص إلى مقبرة.
لو أن هناك مساءلة للسائق الذي لا يتفقد الطلاب بعد نزولهم من الباص لتفادى المدير هذا الحادث المروع.
هذه الحادثة الثالثة التي يتوفى فيها طالب داخل باص المدرسة وقد نفذ المتسببون السابقون من المحاسبة والعقاب لذا تكررت. يجب أن يحاسب الجميع في هذه الحادثة والحادثتين السابقة - وإن بإثر رجعي - لأن الباص السحري ما زال يختطف الأطفال كل صباح ويطبق عليهم إن غفوا قليلا كحمامات سلام بيضاء تنتقل للعالم الآخر وتحرق قلوبنا.