-A +A
علي بن محمد الرباعي
وقع الاختلاف بين إمام المسجد وبين مدير المدرسة في مجلس العريفة. الإمام متمسك بالنصوص المؤيدة لتعدد الزوجات. ويطالب العريفة بمساندة وتأييد هذا التوجه التديني نظرا لما يترتب عليه من مصلحة إنجاب الأبناء والبنات ما يسهم في مكاثرة النبي عليه الصلاة والسلام بنا ومباهاته بكثرة أمته. فيما تحفظ المدير على تحويل النص المقدس إلى مطية لرغبات ونزوات شهوانية لا يمكن إشباعها. وتساءل «يا عريفتنا المبجل الناس تفاخر وتكاثر وتتباهى بمن أسهموا في عمارة الكون، وخدموا البشرية، وصنعوا الإبداع في الطب والهندسة وعلوم الفضاء والطيران والصناعات». لم يتبرم العريفة من الاختلاف بل كان سعيدا وكان يهز رأسه مع كل طرف ويقول (بشويش يا حباني ما ني أصمخ). من دهائه أنه يحاول أن يظهر لإمام المسجد سمت المتدين المنحاز له في كل قول وفعل حفاظا على سمعته وصيته بين الجماعة كون الإمام إن زكى وعدل فتزكيته وتعديله ما يضر معها أي تجريح. وإذا انصرف الإمام للمسجد فتح مع مدير المدرسة خط الانبساط والطرفة والانفتاح على مباهج الحياة كونه بفطرته ميالا إلى التحضر ويرفض الأفكار الرجعية والتقاليد البالية إلا أن للضرورة أحكام. تعالت الأصوات: الإمام يردد اسمع يا عريفة وش يقول هذا المنفلت من عقال الدين. إنه يرد النص القرآني. ويسخر بالتراث الذي جمعه لنا خيرة الخلف من أخيار السلف. قاطعه مدير المدرسة: يا إمام لا تغالط وتحملني من القول ما لا طاقة لمثلي بتحمل تبعاته. أنا أفرق بين النص الديني وبين فهمه الخاطئ من البعض. وتطبيقاته المجافية لروح النص. بالطبع الإمام لأول مرة يسمع (روح النص) فعلق: فكنا من الحذلقة وتنميق الكلام. حيلك مكشوفة. وربما تأثرت بأفكار ليست أفكارنا كونك تستمع للرادي وتصغي لإذاعة لندن وتردد كلامهم بهدف نقض عرى الإسلام. قال المدير: يا شيخ حرام عليك. فجأة تسرب صوت زوجة العريفة من باب البيت وهي تردد (يا باغي الإفلاس. كثر الأضراس. من الحلال والناس). علمي وسلامتكم.