-A +A
مي خالد
ثمة مقولة متداولة على المستويين الشعبي والثقافي وهي أن الرجل طفل كبير.
تستعمل هذه المقولة على الغالب من الرجال في سبيل طلب العناية والاهتمام من المرأة، سواء على المستوى العاطفي أو ليطلب الرجل من امرأته الاهتمام بمأكله ومشربه وملبسه وبقية شؤونه اليومية.

ولكي نختبر هذه المقولة ونقيس صدقها من عدمه سأعقد مقارنة سريعة لنرى وجوه التقارب بين الرجال والأطفال:
بينما يعشق الأطفال عالم الحيوانات وقصص الغابة وأساطيرها، وعوالم البحار وأسرار الغوص والمحار وحوريات البحر وجنيات الجزر النائية.
يولع الرجال بقناة «ناشيونال جيوغرافيك».
حيث الأفلام الوثائقية عن الحيوانات وعوالمها الغريبة وبيئاتها المتنوعة.
إن كنتم لا تصدقوني فأمامكم الريموت كونترول جربوا أن تغيروا القناة بينما هناك رجل بالغ راشد يتابعها وانظروا كيف يتحول لطفل متبرم منزعج ومزعج. وهو يقضي وقت المتابعة منبهرا ومندهشا أكثر من طفل حقيقي يتابع مسلسله الكرتوني المفضل.
وبينما يتعلق الأطفال بالسيارات الصغيرة وسيارات السباق السريعة، خاصة تلك التي تعمل بالشحن الكهربائي أو بالريموت كونترول يعلق نظر الرجال الراشدين بمرآة سياراتهم الجانبية والأمامية مهملين القيادة عند مرور سيارة فاخرة أو حديثة بجوارهم. إنهم يعرفون جميع الموديلات وجميع الأنواع والأسعار حين يتعلق الأمر بالسيارات.
أما الأمر الذي يتفوق الرجال الكبار على الأطفال فيه ويصبحون أطفالا صاخبين ومهووسين أكثر من الأطفال الحقيقيين فهو حين يشاهدون مفكا أو مطرقة أو أسلاكا أو مسامير خارج حقيبتهم السرية التي يجمعون فيها هذه الأدوات في ركن في البيت ويحذرون زوجاتهم وأطفالهم من لمسها. يحتفظون بها وهم مبتهجون دون أن يستعملوها أبدا.
الرجل جامع الأسلاك والمفكات والمسامير يتفوق في «طفوليته» على الطفل الذي يجمع ألعابه.
على عكس حالة الرجال وتحولاتهم الطفولية الغريبة والمزمنة بحيث لا يزال أحدهم طفلا لكن طويل القامة، تلعب البنات بالعرائس حتى إن كبرن أصبحن مستعدات لتربية «الأطفال» والعناية بهم.