-A +A
مي خالد
كل لعبة سواء كانت مصممة للصغار أو للكبار نشتريها ومرفق في طيها قوانين استخدامها.
لكن بعض الألعاب الشعبية مع مرور الزمن عليها تتغير بعض قوانينها وتدخل عليها الحداثة كي تواكب العصر.

وبعض هذه الألعاب تحتاج لجمهور وحكم إضافة إلى لاعبين، مثل: كرة القدم، سباق الخيل، صراع الديكة، حروب الشرق الأوسط.
في حروب الشرق الأوسط عاصرنا خلال خمس سنوات من اللعب العنيف تغييرين جوهريين: أزاحوا الصراع العربي الإسرائيلي من فترينات عرض الشرق الأوسط ووضعوا مكانه الصراع السني الشيعي.
أما ركن التطرف وحركات الإسلام السياسي فيتم تغذيته باستمرار وتغيير أماكن اللعب. أنزلوا لعبة القاعدة التي تعتمد على جهاد العدو البعيد «الغرب» لأن زعيمهم يرى أنه بجهادهم وسقوطهم ستسقط الحكومات العربية الموالية للغرب. ووضعوا مكانها «داعش» التي تقدم قتال العدو القريب على العدو البعيد فيقتل أحدهم أبناء شعبه بل يقتل والده وخاله وابن عمه. وأبدلوا قانون الخلايا النائمة التي تعتمد عليه القاعدة بخطة الذئاب المنفردة. فالخلايا بسبب اتصالها فيما بينها ومعرفتهم بتوقيت ومكان الهجوم الإرهابي والتفجير كان إذا انكشف شخص من الخلية يوقع برفاقه ويكشف مخبأهم وأوراق لعبهم. أما الذئب المنفرد فهو لايتصل مع قطيع الذئاب بل ينهش أقرب شخص من معارفه يعمل في السلك العسكري.
لو كان الشرق الأوسط ملعبا لما كان أكثر تسلية مما هو عليه الآن لجنرالات الحروب في العالم الأول ومخططيه. فصناع القرار العالمي هم رعاة اللعبة ومجلس الأمن هو الحكم وهم الذين قرروا أن هذه المنطقة الشائكة من العالم والتي تغلي على مرجل تسمى الشرق الأوسط والتي قبلها تسمى الشرق الأدنى والتي تليها تسمى الشرق الأقصى. كل حسب قربه وبعده من منازلهم. وقوانين اللعب عندهم هي أن يخترقوا القوانين. ونحن شعوب المنطقة نركض ونلاحق كرة وهمية ملتهبة لا وجود لها إلا في خيالنا. نعيش في الوهم ولا نعرف قوانين اللعب نخسر الأشواط تلو المباريات ونحن لم نلمس الكرة ولم نلعب.