-A +A
حسين الشريف
• ماذا يحدث في كرة القدم السعودية ؟ سؤال واضح وصريح، يشعرك من الوهلة الأولى أنه سهل تستطيع الإجابة عنه ولكن في حقيقة الأمر أنك لا تستطيع، على اعتبار أن المشهد الرياضي الذي أمامك أو الذي أنت جزء منه ليس نقيا كما نحن نتوقع، وإنما تسوده ضبابية متناهية لا تجعلك ترى الأمور على حقيقتها برغم وضوحها
• والسبب أن منظومتنا الرياضية سواء كانت كيانات أو أفرادا تعيش حالة من التوهان، في ظل هذا التشتت الكبير والتنافر المقيت وتفاوت الاهتمامات ما بين مسؤول ومسؤول ورياضي وآخر، فهناك من همه رياضة وطن وهناك من لا يتجاوز همه هم ناديه.

• طالما أشرنا إلى الأندية وانتقادنا لها في فترات ماضية عن دورها ودور رؤسائها والإعلام الموالي لها في بعثرة أوراق اتحاد الكرة من خلال التشكيك والتهويل والتظلم غير المنطقي وتحريك الجماهير باتجاه الجهة المشرعة ولجانها مع كل هزيمة تتعرض لها، علينا أن ننتقد ما يحدث حاليا من أخطاء في اتحاد الكرة كشفت عن حقيقة ضعف القرار داخل الاتحاد، وهذا أمر واقع يجب أن لا نغفل عنه أو نتجاوزه.
• فما يعانيه اتحاد الكرة هو ضعف في قدراته القيادية والفكرية على إدارة الأزمات التي تواجهه مما أصابه بالوهن والترهل، برغم القدرات الكبيرة التي يمتلكها رئيسه وأعضاء مجلس إدارته على المستوى االشخصي، ولكن هذا الضعف العام المستمد من ضعف شخصيته أمام الأندية خلق نوعا من التردد لدى صناع قراره وحجب كل البنود والقوانين التي من الممكن الاعتماد عليها في اتخاذ قرار قوي وشجاع يمسك به العصى من المنتصف أمام صراعات الأندية.
• وكما كنا شفافين في طروحاتنا الماضية وإشادتنا بالنجاحات التي حققها اتحاد الكرة على الصعيد الإداري والمالي والتنظيمي، فيجب علينا الآن أن نكون صادقين مع أنفسنا حتى وإن كنا من محبين أو منتسبين لهذا الاتحاد، فإننا لا بد ان نعترف بأن اتحاد الكرة وضع نفسه ومن معه في زاوية ضيقة لا يستطيع أحد أن يخرجه منها أو حتى يدافع عنه أو يجد له مبررا، كونه فشل في حل كثير من الإشكاليات التي واجهته في أكثر من مناسبة.
• فكل المعطيات السابقة واللاحقة تبرهن بأن اتحاد الكرة لا يجيد التعامل مع القضايا الجدلية التي تستوجب منه فكرا عاليا لاتخاذ القرار الشجاع والسريع والمبني على معلومة قانونية تحميه من ظنون الأندية التي لا تنتهي، فلا حل ولا ربط ما لم تمتلك فكرا وشجاعة تسبق بها الآخرين.