-A +A
حسين الشريف
• ثمة معطيات ساخنة تشهدها الساحة الرياضية، تحرك فينا الفضول الإعلامي تجاه قضية ما، تجعلك تفتش عن معلومة هنا وهناك بحثا عن الحقيقة الغائبة لتثري بها مساحة الرأي التي أمامك وتشبع بمضمونها شغف متابعيك.
• فالقضايا الشائكة والجذابة على حد سواء تدفعك دائما للتفاعل معها حتى وإن لم تكن على دراية تامة بحيثياتها، إلا أنك لا تستطيع تجاهلها أو غض الطرف عنها كونها باتت رأيا عاما.

• ولكن عليك أن تكون حريصا وحذرا عند الخوض فيها خشية الوقوع في دهاليزها ولاسيما إذا كانت هذه القضايا من نوعية القضايا الجماهيرية والمتعلقة بالنجوم الذين يصعب المساس بهم نظير عطاءاتهم وتضحياتهم، كما هو الحال مع أم القضايا الرياضية لهذا الموسم قضية قائد الاتحاد وأسطورته محمد نور والمنشطات.
• لقد استمعنا للكثير من الآراء والطروحات التي تتقاذف ما بين رأي عاطفي ورأي قانوني، وآخر «شامت»، ومع تحفظي على البعض منها ولكن لا نستطيع أن نغفلها أو نتجاهلها طالما أنها حقيقة ملموسة تظهر كلما فتحت أوراق القضية.
• إلا أن ذلك لا يمنع أن نسلط الضوء على فحوى القضية التي أخذت تتشعب في عدة اتجاهات ربما يدفع اللاعب ثمنها مستقبلا، إذا استمر الشد والجذب ما بين لجنة المنشطات وإدارة الاتحاد في سباق البيانات المحموم ومحاولة فرد العضلات على الآخر التي لا تثري ولا تغير في الأمر شيئا.
• وما يهمنا في الأمر هو معرفة الحقيقة، ولا حرج أن نكون عاطفيين مع اللاعب حتى تضع القضية أوزارها، لذا على اللاعب وهو المعني بالموضوع أولا وثانيا وعاشرا، أن يسلك الطريق الصحيح طالما أنه مؤمن بقضيته ويدرك حقيقة نفسه، فعليه أن يمشي بخطى ثابتة خلف دائرة الضوء التي يراها في طريقه والتمسك ببصيص الأمل التي يشعر به دون الالتفات إلى الوراء والبكاء على اللبن المسكوب وأن لا يضع خصوما آخرين يحيدونه عن الهدف الذي ينشده.
• فالقانون منح اللاعب حق الاستئناف وأيضا القانون يسمح بتصعيد القضية إلى محكمة الكاس، بالتالي الفرصة لا تزال متاحة أمام نور، حتى وإن كانت ضئيلة وربما ضئيلة جدا، ولكن تظل فرصة يجب أن يناضل من أجلها إلى أن يسدل الستار على هذه القضية، ينبغي علينا كإعلاميين أو مجتمع رياضي أن نتوقف عند جوانب مهمة قبل الخوض فيها سواء كانت آراؤنا عاطفية أو قانونية أو غير ذلك، وأن نراعي أهميتها كالمساس بسمعة اللاعب وقيمته وتاريخه الرياضي، فاليوم محمد نور وغدا نجم آخر.