-A +A
حسين الشريف
جاء في علم الإدارة أن الإدارة الناجحة هي التي تحقق الكفاءة والفاعلية في قراراتها وأعمالها وتعني بالكفاءة تحقيق الأهداف بنفس معايير الجودة وتعني بالفاعلية تحقيق النتائج المتوقعة بأقل الوقت وأقل جهد وبكفاءة عالية.
ولو أخذنا بما ينص عليه علم الإدارة في هذا الجانب وتحديدا لمعادلة الكفاءة والفاعلية وأردنا تطبيقها على الإدارة الرياضية وأعني به إدارة اتحاد كرة. وإلى أي مدى إدارتنا الرياضية ناجحة ؟ لوجدنا فرقا شاسعا ما بين مفهوم الإدارتين في غالبية قراراته.

فللأسف الشديد أصبحنا نغرق في شبر ماء أمام أي معضلة رياضية في أبسط صورها فالقانوني لا يجيد قراءة النظام والإعلامي لا يدرك قيمة الكلمة والمسؤول الرياضي لا يعرف «وين الله حاطه»، فالجميع يدرك دون علم ولا دراية.
ولا يتوقف الأمر على إدارة الاتحاد وإنما يمتد غياب الكفاءة والفاعلية في كل مفاصل المنظومة الرياضية من أندية وإعلام ورئاسة عامة حتى ينتهي بنا المطاف عند أصغر مشجع يقوم بحرق شعار ناد منافس لناديه.
ولو نظرنا إلى اتحاد الكرة وقرارات لجانه السلحفائية والتي لا تحضر في كثير من القضايا في وقتها المناسب برغم الاجتهادات الكبيرة المبذولة كما لا تقف قراراته على التأخير فقط وإنما أيضا مضطربة مما يجعلها تفتح باب التأويلات وتثير الشكوك في النوايا وهذا بفضل الإهمال الكبير وعدم حسن الدراية بأهمية الوقت.
ففي كثير من القضايا كان ينبغي على اتحاد الكرة وأمانة القدم، التي سبق وأن أشدت بها وبكفاءات من يقف على هرمها، السرعة في اتخاذ القرار وأن لا يضطربوا أمام قضايا بسيطة، فليس من المعقول أمام كل ملف شائك تتقهقر السواعد وتتعطل العقول وتنهار الأنظمة والقوانين وتحضر آلية جبر الخواطر لإغلاق الملف.
فبالأمس قضية مذكرة الأهلي في الفيفا وما ترتب عليها من جدل بيزنطي برغم أن خيوط القضية كانت في متناول اليد والصورة واضحة أمام اتحاد الكرة ولا تستحق أن تأخذ كل هذا الوقت حتى صدرت قرارات ميتة لتقادمها.
وها هو اتحاد الكرة يعاود تجربته السلحفائية في قضية إعادة مباراة الاتحاد والقادسية والتي كان بإمكان اتحاد الكرة وأمانته الموقرة معالجتها في أمرين، أولا طلب مرئيات اللجان المعنية، والثاني في الاستفسار من الاتحاد الدولي والآسيوي في مثل هذه الحالات وخلال يومين يعلن الاتحاد عن قراره بالإعادة من عدمها ولكن هذا «العبث» ليس في صالح رياضتنا.
وقفة
من فضل ربي علينا كمجتمع رياضي أن أنظمتنا الرياضية لا تدخل بها مكونات فيزيائية ولا حتى معادلات هندسية، ولا أعرف كيف سيكون حالنا لو كانت كرة القدم تقوم على تركيبات كيميائية.. ودمتم.