-A +A
حسين الشريف
حاولت مرارا وتكرارا عدم الكتابة عن فريق الاتحاد هذا الموسم حتى تتضح الرؤية الفنية والإدارية له ولاسيما أن البدايات لم تكن موفقة، ولكن مع مرور الوقت شعرت بأن الاتحاد كفريق كرة قدم بات يتلمس الطريق الصحيح وأن هناك عملا لا بد التطرق إليه، ليس على صعيد النتائج فقط وإنما كآلية عمل داخل الفريق، ولعلي هنا أشيد بكل الجهود التي بذلت من قبل رئيس النادي إبراهيم البلوي والذي أشبعناه نقدا في كثير من قراراته الماضية إلا أنه استطاع أن يستفيد من تلك القرارات في معالجته للأمور، وفي مقدمتها الأمور الفنية، وأتصور بأن من أهم القرارات التي اتخذها البلوي منذ قدومه هو إعادة المدرب بيتوركا مرة أخرى للفريق في ظل المعارضة الشديدة من بعض محبي النادي، وفي مقدمتهم مشرف الفريق وشقيقه الأكبر منصور البلوي، إلا أن إبراهيم اتخذ القرار الشجاع المبني على معرفة تامة ببواطن الأمور داخل البيت الاتحادي.
ولم يكن قرار إعادة بيتوركا القرار الشجاع الوحيد الذي اتخذه البلوي، وإنما أيضا كان هناك قرار شجاع آخر وهو عدم التعاقد مع لاعب أجنبي رابع في ظل الأوضاع المالية الخانقة لإدارته برغم حاجة الفريق.

وتأتي شجاعة البلوي من منطلق القرارات المفصلية التي اتخذها بعدما وجد نفسه وحيدا يصارع كل الأمواج التي أحيطت به من مطالبات جماهيرية وضغوطات إعلامية وتخلي أقرب الناس عنه ولاسيما منصور البلوي، الذي كان يعول عليه كثيرا نظير وعده بالميزانية المفتوحة.
وما يحسب لإبراهيم أنه لم يستسلم ولم يندب حظه ولم يركن لمثل هذه المحبطات، وإنما سارع في اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة ومتوافقة مع المرحلة، مما ساعدته على إعادة نبض الحياة في الجسد الاتحادي بعدما اقتنع الجميع بوفاة النادي الثمانيني دماغيا.
قد لا تروق كلماتي هذه للبعض، على اعتبار أن هناك من يقول إن إبراهيم لم يكن لوحده وإن هناك من يدعم ويخطط ويساند إبراهيم دون أن يظهر في الصورة، فربما هذا صحيح، فما المانع أن نشيد بما قام به البلوي في الفترة الراهنة ونعطيه حقه من الثناء والمديح على غرار ما انتقدناه في قرارات سابقة.
ولكن أمام هذه الخطوات التصحيحية والشجاعة التي ساهمت في انتعاش منافسة الاتحاد على بطولة الدوري إلا أن هذا لا يعني بأن الاتحاد جاهز للظفر به، كما أنها لا تكفي لعودة الاتحاد، فهناك عمل كبير مطلوب من إدارة الاتحاد وجماهيره يجب العمل عليها دون توقع الفزعة من أحد.