-A +A
حسين الشريف
• مع اقتراب إسدال الستار على تجربة إتحاد الكرة الحالي الذي تنتهي دورته بنهاية 2016، نكون قد طوينا صفحة من صفحات التغيير والتطوير في منظومة العمل الرياضي وفق منهجنا الجديد الذي نسعى نحن كمجتمع رياضي لترسيخه وتوثيقه، وهو النهج الانتخابي والديمقراطي الذي يعد الجسر الصلب للمرور من خلاله إلى المرحلة الانتقالية في رياضتنا والارتقاء بثقافتنا في العمل الإداري والمالي وكذلك الفني للكرة السعودية، وحتى وإن لم تحقق تلك التجربة كامل أهدافها، إلا أنها تجربة ثرية يجب الوقوف عليها والاستفادة من مخرجاتها، سواء كانت سلبية أو إيجابية من أجل مستقبل أفضل.
• وهذا لن يتحقق ما لم نؤمن أولا وأخيرا، بأهمية هذه التجربة السابقة ودورها في المرحلة التأسيسية لخدمة ما يتبعها من مراحل نعيد بها مكانتنا الرياضية التي حجبت في السنوات الماضية.
• وهذا الأمر يحتاج إلى عمل دؤوب نوازي به طموحاتنا الواسعة، حتى نستطيع رسم سياسات المرحلة المقبلة التي تعنى بنمو منظومة كرة القدم، على أن ينطلق ذلك العمل من ما حملته الثلاث السنوات والنيف الماضية من حراك ساخن يرى البعض أنه سلبي وقد يرى البعض الآخر أنه في غاية الأهمية ولكن في الحالتين تجب دراستها.
• إيماننا لوحده لا يكفي، وإنما ينبغي علينا أيضا أن نتجاوز بنظرتنا «الثاقبة» ما هو أبعد من صافرة حكم وقرار انضباطي، فهناك الكثير من الدروس المستفادة من هذه التجربة التي من الممكن بحثها ورصدها، فما هو جيد يجب الاستمرار عليه، وما هو غير ذلك يجب التخلص منه أو تعديله وتطويره، حتى نصل إلى ما هو مأمول بعيدا عن الأسماء والاعتبارات السطحية.
• فما ننشده في هذا المقال هو مسارعة القائمين والمهتمين والنافذين بتطوير كرة القدم السعودية من اللجنة الأولمبية ونحن نثق كثيرا برؤية الأمير عبدالله بن مساعد وإدارته خارج المستطيل الروتيني لتشكيل فرق عمل من ذوي الاختصاص ومن لديهم إلمام رياضي، لدراسة ما قدمه إتحاد عيد وتقييمه تقييما مبنيا على أسس، على أن يشمل ذلك التقييم إتحاد الكرة والجمعية العمومية ومخرجاتها.
• فلعلنا نجد ما بين كل تلك التراكمات ما يسهم في تطوير كرة القدم، سواء بأنظمة تطويرية أو شخصيات قيادية، ومن ثم الرفع بما يرونه مناسبا للجنة الأولمبية لوضع إطار عام لمرحلة النمو التي نتظرها.
• ولن يتحقق ذلك الأمر ما لم تكن أطراف المعادلة الرياضية متوازنة في الرؤية والطموح والهدف، عدا ذلك فإننا سنجد أنفسنا أمام تجربة إتحاد عيد مرة أخرى دون تطوير أو تغيير.