-A +A
حسين الشريف
• اعتدنا في الفترة الأخيرة أن نشاهد قبل أي ديربي كروي جماهيري بعض الظواهر السلبية المصطنعة التي تشوه جماليات المنافسة خارج الملعب قبل أن نشاهدها داخله، أبطالها اللاعبون والإداريون وأحيانا المدربون والإعلاميون بظهورهم المتكرر أمام الجمهور بعبارات وشعارات لا تمت للمنافسة الشريفة بصلة، مستخدمين الأساليب التقنية كتويتر واليوتيوب أسوأ استخدام، مما يساهم في زيادة الاحتقان والتعصب لدى الشارع الرياضي.
• لا شك أن مقطع الفيديو المتداول هذه الأيام للاعب الاتحاد أحمد عسيري لهو دليل على صحة ما أشرت إليه، ومن المؤسف جدا أننا كإعلام نتعامل معها بقليل من الوعي وكثير من الرعونة والانتماءات دون أن نقدم حلولا لمحاربة مثل هذه الحالات المرفوضة تماما بيننا.

• فبالأمس ظهر ناصر الشمراني وعبارته الشهيرة «هيا تعال»، وأتبعه محمد أمان بكلمات عنصرية، واليوم أحمد عسيري بمفردات تحريضية، ونحن كإعلام لا نزال نتعامل مع الظاهرة بسلبية وننتقد حسب الميول دون أن نشعر بخطورة انتشار مثل هذه العبارات بين محبي رياضة كرة القدم ولا سيما صغار السن الذين يتأثرون بمثل هذه العبارات؛ كون غالبيتهم ينظرون للاعبين على أنهم قدوة حسنة في تصرفاتهم وأشكالهم نظير نجوميتهم.
• والمؤسف أننا نجد أن هناك من يدافع وينافح من إدارات أندية وإعلام عن تلك التصرفات السلبية من منطلق أن هذا اللاعب من النادي المفضل، ويهاجم ويترصد ذاك اللاعب لأنه منافس برغم قيامه بنفس الجريرة أو الخطيئة دون أدنى مبالاة بالذوق العام، والهدف الأسمى للرياضة، وهذا ما ساعد على اتساع رقعة الخلاف في علاقاتنا اليومية مع الآخر والمتأثرة إلى حد كبير بما يحدث في مجتمعنا الرياضي على وجهة الخصوص، وقد ازداد الأمر تصعيدا في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت بطرح الغث والسمين لشحن النفوس وإثارة الفتنة.
• فما أود الوصول إليه من خلال نبض حروفي بأننا كمجتمع رياضي علينا محاربة مثل هذه التصرفات ولا نقبلها تحت أي ذريعة بغض النظر عن من أصدرها، وعلى الرئاسة العامة والمعنية برعاية الشباب واتحادنا الموقر لكرة القدم والأندية الرياضية المحتضنة دور كبير في توجيه وتوعية وتثقيف المجتمع الرياضي بمفهوم المنافسة الرياضية الصحيح وليس كما يتصورها المتعصبون.
• وان لا يذهب إعلامنا الرياضي في الاتجاه الخاطئ، فما نلمسه منه من ممارسات لا ترتقي إلى ما هو مأمول منه في ظل تبنيه لتلك الظواهر السلبية والمشاهدة المستفزة للمتابع، فنحن أمام مشهد إعلامي، إما أنت مع عسيري في مفرداته التحريضية أو مع أمان في كلماته العنصرية دون الاكتراث بأمانة المهنة وسموه الرسالة.