-A +A
خلف الحربي
لا أعرف كم مرة اعتذر محمد العريفي علنا عن أخطاء لا يرتكبها جاهل بالدين فضلا عن أستاذ جامعي في الشريعة، ولكن مما أتذكره على عجالة: اعتذاره الذي نشر في هذه الجريدة عن قوله بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يبيع الخمر، بعد اعتراض كبار علمائنا على هذا القول (وهو الذي رفض اعتذار حمزه كشغري عن قول أقل من ذلك)، وكذلك اعتذاره في تويتر عن قوله بأن سمو أمير الكويت غير مكتمل لشروط الولاية الشرعية، وكذلك تراجعه واعتذاره المتلفز عن تزكيته لتنظيم القاعدة الإرهابي، وادعاؤه بأن بعض زملائه في الجامعة أحضروا له كتبا وبينوا له خطأ موقفه (مع أنني أظن أنه تلقى اتصالا خرشه خرشا وليس كتبا من زملائه)، وأخيرا اعتذاره الضمني في تويتر عن تلك العبارات الشاذة التي قالها على الهواء في قناة بداية، وهي عبارات نخجل من إعادتها هنا ولكنها تتمحور حول التغزل بأحد المشاركين على سبيل المزاح.
وهكذا يتضح أن نصف مسيرة العريفي الدعوية أخطاء فادحة ونصفها الباقي اعتذارات!، وهذا يؤكد جهله بالدين الحنيف، حتى لو تصدر المشهد بصفته (الداعية النجم)، وبما أنني لم أرتكب هذا العدد الهائل من الأخطاء التي تستلزم الاعتذار العلني حتى هذه اللحظة والحمد لله، فإن المنطق يقول بأنني أعلم من العريفي بالدين، لذلك قررت أن أقوم بمهمة احتسابية لوجه الله تعالى أكون من خلالها شيخ العريفي ويكون هو تلميذي، بحيث أنصحه وأبين له الصواب من الخطأ وأشرح له البعد الشرعي لكل مسألة قبل أن يتهور كعادته ويرتكب خطأ فادحا يضطر بعده للاعتذار العلني بطريقة تسيء إلى صورة أهل العلم في أذهان العامة.

وبما أن العريفي بين في اعتذاره الضمني الأخير أنه يرحب بالناصحين، فإنني سأكون له بإذن الله خير ناصح، وأول نصائحي أن يعد من الواحد حتى العشرة قبل أن يتفوه بأي كلمة كي لا يسيء إلى نفسه ويضع أتباعه في موقف دفاعي مرتبك، وكي لا يقدم صورة سيئة للعاملين في المجال الدعوي.
لذلك أتمنى من محمد العريفي منذ هذه اللحظة أن لا يقدم على خطوة قبل أن يستشيرني ورقم جوالي موجود لدى الزملاء في «عكاظ»، ونسأل الله الأجر والثواب على هذا العمل الاحتسابي التطوعي. مع التنويه أنني مستعد لتلقي أسئلته طوال ساعات اليوم في الصباح والمساء، باستثناء الفترة بين الثانية ظهرا والرابعة عصرا، لأنني -نفع الله بي- آخذ قسطا من الراحة بعد تناول الكبسة.