أكبر فائدة حصلت للعرب والمسلمين من الربيع العربي هو أنه جسد أمامهم كل المضمون السلبي والعقيم لثقافتهم السائدة التي تسببت في كل ما هم فيه أصلا من تخلف على كل صعيد وأخيرا لما رأوها متجسدة في الهمجية الهدامة في سلوك كل الأطراف من كل الطوائف والمشارب بدأت تحصل انتباهة وعي لحقيقة مضمون هذه الثقافة السلبية التي تعيد إنتاج الطغاة بل وأسوأ، فمكان رأس الأفعى الواحد الذي تم قطعه نبتت عشرات الرؤوس وبسمية أشد لتتجنب مصير الرأس السابق، والخلاصة هي أن الثورة الوحيدة الصالحة والمصلحة للعرب والمسلمين هي ثورة ثقافية فكرية علمية ومعرفية وبطلها وقائد مسيرتها هو الكتاب، وبالطبع الكل يعرف أن لدى العرب مشكلة في عدم الرغبة بقراءة الكتب ولهذا كل ما يسهل مطالعة الكتب يساهم في إخراجهم من درك القاع المظلم الذي هم فيه، ووسائط التكنولوجيا الحديثة وفرت ثورة في هذا المجال تتمثل في جعل الكتب مسموعة ويمكن شراؤها من المكتبات وتحميلها مجانا من الإنترنت بمفاتيح البحث: «كتب مسموعة، صوتية، مقروءة، mp3» وبالنسبة للكتب بالإنجليزية فالبحث بمفتاح «Audiobooks» وهي ممتازة لتقوية اللغة الإنجليزية، وعندما لا تتوفر نسخة مسموعة من الكتاب يمكن استعمال خيار «القراءة» في برامج النصوص وبشكل خاص برامج عرض ملفات pdf، وهناك العديد من برامج قراءة النصوص العربية والإنجليزية التي توفر أيضا خاصية تحويل النص إلى صيغة صوتية وتحميله كملف صوتي وبالتسارع الذي يناسب الشخص وتسمى تلك الخاصية «Text to Speech»، ويمكن للإنسان أن يستمع للكتب وهو في السيارة أو السوق أو وهو يتصفح مواقع التواصل، ويمكن تحميلها على كل أنواع الأجهزة، ويمكن إنشاء قنوات إذاعية للكتب المسموعة وعلى الأقل ستكون أفضل من برامج «الإف إم» التي باتت مضربا للمثل في سماجتها والتي يضطر أصحاب السيارات للاستماع إليها لأنها الموجود، ويمكن لربة البيت الاستماع للكتب وهي تعمل، ويمكن تشغيلها بالمحلات، ويمكن للمدارس أن تشغل كتبا مسموعة أثناء الفسحة وحصص الفراغ، ويمكن إسماع الأطفال قصص كتب مسموعة قبل نومهم، ويمكن تحويل البرامج الوثائقية لملفات صوتية ليتيسر الاستماع إليها أثناء القيام بنشاطات أخرى، والسبب الأساسي للعنف الأسري وارتفاع نسبة الطلاق هو عدم مطالعة الكتب التي ألفها خبراء وعلماء نفس عن الأسرة وأفضلها المترجمة، فحل كل مشكلة خاصة وعامة يبدأ من توليد وعي مختلف عن ذلك الذي ولد المشكلة وهذا يتطلب تغيير معرفة وثقافة الإنسان والذي لا يحصل إلا بالكتب.