-A +A
حسين الشريف
• عندما تجد فريقا بقيمة الاتحاد منكسرا أمامك دون مراعاة لمكتسباته الماضية، لابد أن تتساءل بألم: من المسؤول عن هذا الانكسار؟.
• عندما تشاهد جمهورا بحجم جمهور الاتحاد يملأ المدرجات عشقا ويحترق، لابد أن تتساءل بألم أيضا: من المسؤول عن هذا الانهيار؟.

• وعندما تلمس العشوائية والتخبط يحاصران أعرق الأندية وأكثرها شعبية وتجد في الطرف الآخر من يحاول أن يتنصل من مسؤولياته المناطة به سواء كان إداريا أو فنيا أو إعلاميا بمطالبته محاسبة الآخرين، فحتما سيتبادر إلى ذهنك: من يحاسب من في الاتحاد؟.
• الإدارة تحاسب المدرب، أم المدرب يحاسب اللاعبين، أم الإعلام يحاسب الإدارة، أم الجمهور يحاسب العابثين.
• كل شيء في الاتحاد يحتاج إلى محاسبة، فالجميع شريك في الوضع المتأزم الذي وصل إليه الفريق ولا يمكن أن نضع كل تلك الأخطاء على عاتق طرف دون آخر، فهناك خمسة أسباب هي من أسقطت الاتحاد!.
• فعندما نأتي للإدارة فهي المعنية بالمحاسبة في المقام الأول.. أليست هي من أحضرت المدرب «الضعيف» وجلبت اللاعبين «العواجيز»؟.
• ألم تكن هي المسؤولة عن الرؤية العامة للفريق والذي للأسف الشديد لا يوجد له نهج واضح يسير عليه ولا أحد يعلم إذا كانت الرؤية للمستقبل بصناعة فريق أو أنها للحاضر بتجهيز فريق!.
• للأسف حتى هذه اللحظة، الصورة ضبابية، فإذا سلمنا بالافتراضية الأولى فواقعها يقول عكس ذلك، فالاتحاد الحالي الذي شاهدناه أمام الأهلي كان ديعا ومتخما بـ«العواجيز» الذين لا يستطيعون إكمال مباراة، فما بالك بإكمال موسم أو موسمين.
• وإذا أخذنا بالافتراضية الثانية، فإن ذلك أيضا غير مقبول، فكل التعاقدات المحلية التي أبرمتها الإدارة غير متوافقة مع هذا التوجه، إذن إدارة الاتحاد لا تعرف ماذا تريد!.
• لم تكن الإدارة وحدها هي من أخطأت، فالمدرب له أخطاؤه وشريك أساسي في تدهور الفريق، فهو من لعب دون خطة ولا نهج ولا شخصية، وهو من أحضر هذا وأبعد ذاك، وبالتالي قرار إقالته قرار صائب وإن كان جاء متأخرا، فوصولك متأخرا أفضل من أن لا تصل.
• السبب الثالث يتمثل في الإعلام بمختلف مواقفه، حيث يعد شريكا بتعامله العاطفي أو بتعاطيه الناقم.
• أما السبب الرابع فهو الجمهور، حيث كان شريكا بسكوته على كل الأخطاء السابقة دون أن يكون له كلمة الفصل التي اعتدنا أن يقولها، فبالرغم من دوره الكبير في الموازرة والمساندة إلا أنه كان صامتا في اتخاذ القرار.
• السبب الخامس يكمن في اللاعبين، فقد انقسموا بين من لا يستطيعون تقديم شيء إما لكبر سنهم إو لإصاباتهم المتكررة، وبين مستهترين غير مبالين بقيمة الشعار الذي يرتدونه حتى أصبحوا مفلسين يشاركون بماضيهم على حساب الاتحاد.. والقلة منهم من يستحق ارتداء الشعار، والقلة منهم من يضحي لأجل الاتحاد.
• بالتالي المعالجة لابد أن تكون واقعية ومثالية ولجميع جوانب القصور التي أشرنا إليها، ولا تقف عند إبعاد مدرب أو إقصاء لاعب، فإذا أراد الاتحاديون تعديل وضع ناديهم والعودة مجددا للمنافسة، عليهم معالجة الأسباب الخمسة السابقة.
Management