-A +A
بشرى فيصل السباعي
من اغرب ما كشفته مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت ان عديدا ممن يخاطرون بحياتهم وحياة اطفالهم في سبيل اللجوء إلى دول الغرب ليسوا من السوريين الذين يهجرهم نظام بشار بالقصف اليومي وليسوا من العراقيين الذين يهجرهم نظام ميليشيات الموت الطائفية في العراق، فهجرة هؤلاء لا غرابة فيها إنما الغريب والمحير هو ان عديدا من هؤلاء المهاجرين كانوا قد اشهروا انفسهم سابقا بالاستعراض في مواقع التواصل الاجتماعي بصور مشاركتهم بالقتل الطائفي في البلدين، فلماذا القاتل يهاجر وهو يتلقى الدعم الحكومي والرواتب والمكافآت على قيامه بقتل من يحقد عليهم طائفيا؟! الجواب على هذا السؤال يمثل كل ما هو غير معقول في الواقع العربي والاسلامي، وليس القاتل والمقتول من سوريا والعراق هم فقط من يهاجرون لدول الغرب، فأيضا نظراؤهم في تركيا وكردستان وافغانستان وباكستان والصومال وغيرها الجانب القاتل والجانب المقتول فيها يتنافسان للهجرة الى الغرب، وفي الغرب يتعايشون بسلام، وهذا بحد ذاته يثبت ان سبب الصراعات والحروب القائمة ليس اختلاف الناس في الاديان والمشارب والاعراق إنما طبيعة الثقافة السائدة والتلاعب الديماغوجي لأصحاب السلطات السياسية والعقائدية بنزعات التعصب الغرائزي اللاواعي لدى الناس لجعلهم يحولون حياتهم كما حياة خصومهم إلى جحيم لا يطاق يجعل الطرفين يريدان هجر هذا الواقع والهجرة الى بلاد لا سلطات ديماغوجية فيها تفرض عليهم ان يكونوا إما قاتلا أو مقتولا، وهذا حال سبق عقد الثورات الحالي، فمنذ ان بدأت دعوات الجماعات الاسلامية المنتهجة لنهج العنف والارهاب للوصول الى السلطة وتحديدا في عقدي الثمانينيات والتسعينيات عدد ممن اعلنوا انفسهم خلفاء ومارسوا القتل الجماعي والسرقة والسبي للمسلمات باسم الخلافة لما استنفدوا هوجة حماسة المراهقين والمغفلين الذين اغتروا بشعاراتهم ثم تفرقوا من حولهم غادروا للغرب الذي كانوا يكفرون ويذبحون المسلمين بزعم موالاتهم له وصاروا بلا خجل يعيشون عالة على قوانين واموال دافعي الضرائب الغربيين الذين يعملون أغلب يومهم لكي يأتي امثال هؤلاء ويأكلوها بالباطل وبلا حمد ولا شكور بل وهم يدعون للإرهاب ضد الغربيين الذين منحوهم اللجوء السياسي وجعلوا لهم رواتب وبيوتا من الضمان وعلاجا مجانيا بعد ان خلفوا اوطانهم جحيما بسبب فتاواهم وجماعاتهم والأنكى انهم ما زالوا وهم آمنون مرفهون في بلاد الغرب يفتون بتكفير المسلمين في سوريا حاليا لأنهم قبلوا حتى مساعدات انسانية من الغرب والامم المتحدة وحكومات الدول الاسلامية، ولم لا وهم لا يعيشون بالجحيم الذي يصنعونه وهناك اتباع لا يستعملون عقولهم.