-A +A
خلف الحربي
ترتفع حدة الحملات الإعلامية ضد هذا الوطن الشامخ وتتنوع أشكالها وتتعدد مصادرها ولكنها سرعان ما تتحول إلى هباء منثور بمجرد حضوره البهي المهيب، يبذل الأعداء والأعدقاء جهودا مضنية كي يقللوا من مكانة المملكة ويشككوا في أدورها ولكن الشمس الساطعة قوية الأشعة لا تغطيها كل المناخل البائسة.
هذا ليس كلاما عاطفيا ولا نشيدا وطنيا حماسيا بل محاولة لنقل الصورة اللافتة من أنطاليا في تركيا حيث عقدت قمة الدول العشرين، حيث كان الحضور السعودي القوي بين أقوى أمم الأرض والاحتفاء الكبير بمقدم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- وسط هذا الحشد المهيب من زعماء العالم هو أكبر دليل على أن الحملات الصحفية التي حاولت النيل من مكانة هذا البلد المبارك لم تكن تساوي حبر المطابع التي أنتجتها.

لم تحضر المملكة بنفطها كما تبدو الأمور في الصورة العامة بل حضرت بمكانتها الدينية وقيمتها الثقافية كممثل للعرب في نادي الكبار وحاضرة بثقلها السياسي الكبير كلاعب أساسي في منطقة الشرق الأوسط.
لم تكن قمة أنطاليا قمة اقتصادية بحتة فقد سيطرت العديد من الملفات السياسية والأمنية وقد حرصت السعودية على وضع القضية السورية على الطاولة المليئة بالخطط الاقتصادية وطرحت رؤيتها المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي في عز انهماك الحضور بخطط التبادل التجاري والشراكات الاقتصادية.
لقد أخرجت تفجيرات باريس قمة أنطاليا من إطارها الاقتصادي نوعا ما ولكن بالعودة إلى الواقع الاقتصادي فإن خيارات المملكة يجب ألا تبقى محصورة في إنتاج النفط فمن المهم استغلال هذه الشراكات الدولية الكبيرة في تغيير هذا الواقع من خلال بناء اقتصاد متنوع يقوم على المبادرات المبدعة كي لا نبقى أسرى تقلبات أسعار النفط.
حفظ الله هذا البلد المبارك وأبقاه دائما مثل نخلة باسقة أعلى بكثير من كل فذلكات المغرضين.