-A +A
حسين الشريف
يقول الإمام الشافعي (رحمه الله)
• يخاطبني السفيه بكل قبـح فأكـره أن أكون له مجيبا

يزيد ســفاهة فأزيد حلـما كعود زاده الإحراق طـيبا
• إذا نطق السفيه فلا تجبـه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمتــــه فرجت عنـه وإن خليتـه كمـدا يمـــوت
• كما نحن محتاجون في وقتنا الحاضر من ساعات وساعات لتعلم لغة السكوت على سفاهة بعضنا البعض، كذلك رئيس اتحاد الكرة وأعضاء مجلس إدارته يحتاجون أوقاتا طويلة لممارسة الصمت أمام الإسقاطات والمفردات البذئية التي تصدر من بعض الإعلاميين الذين ملأوا الدنيا عواء.
• أعتقد بل وأجزم وقد يتفق معي الكثير ممن يربون بأنفسهم عن تلك المستنقعات، بأن أحمد عيد يحتاج إلى سنوات وسنوات حتى يموت أولئك الإعلاميون كمدا.
• للأسف الشديد الوسط الإعلامي الرياضي ذابت فيه بعض القيم والمبادئ التي ساهمت في تأسيسه على مدار حقبة من السنوات، كالاحترام والأدب اللذين يشكلان إطار العلاقة الجيدة التي تربطه ببقية أدوات المنظومة الرياضية.
• وبات الوسط الإعلامي مرتعا خصبا لبعض من تسول له نفسه ممارسة قمع الآخرين والتطاول عليهم والتهكم بمكتسباتهم والاستهزاء بما يقومون به من عمل للصالح العام، من خلال استخدام المفردات المسيئة في التعبير عن وجهات نظرهم.
• فالإعلاميون المبتذلون إن صح التعبير أصبحت الإساءة والشتيمة محور حضورهم ونقاشهم أينما حلوا، وصفة من صفاتهم المهنية، وبمجرد أن نتحدث عن التجاوزات المهنية والمفردات البذيئة، يتبادر إلى أذهاننا أولئك الإعلاميون الذين رضيوا على أنفسهم بأن يكونوا عنوانا للابتذال.
• الاتزان والحكمة حاجزان بين الإنسان وبذاءته، فعندما يغضب أو ينفعل تسقط تلك الحواجز ويظهر على حقيقته، فإذا كان نابعا من بيئة صالحة ومحترمة فإنه سينعكس ذلك على سلوكه وتعامله مع الناس، أما إذا كانت غير ذلك فلا شك أنه سيسقط مرة أخرى من نظر مجتمعه المحيط به دون أن يشعر بقيمة ذلك السقوط، كونه لا يجد غرابة في حدوث أي تجاوز غير لائق يصدر منه على اعتبار أن الشجاعة في نظره فعل ما يشاء.
• بالتالي يجب علينا أن نحترم أنفسنا ونتأدب مع الآخرين حتى نضمن الود والاحترام المتبادل بيننا وأن نحرص على تحديد مساحة النقاش حتى لا ندخل في نفق محظور من الغوغائية، فقديما قالوا لا تجادل الأحمق.. فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما.
• وهذا لا يعني بأننا نغض الطرف عن أخطاء اتحاد عيد ولا ننتقدها، بل العكس على الإعلام أن يقوم بدوره تجاه لجان كرة القدم وقراراتها وتجاه الأندية وأعمالها، فلا يوجد أحد فوق النقد طالما النقد هو القيم، والإعلام كما يعرف الجميع هو مرآة الحركة الرياضية، لكن يجب علينا أن نختار المفردات التي تمثلنا والأفكار التي تساعد على الإصلاح العام وليس من باب التشفي والإسقاط على الآخرين بمجرد أن القرارات لا تخدم النادي المفضل.