-A +A
بشرى فيصل السباعي
فقط من مطالعة اخبار محاولات الخادمات قتل اطفال العوائل التي يعملن لديها يمكن القول إنها تكاد تبلغ درجة الظاهرة ولم تعد مجرد حدث فردي عابر، ودائما وصول سلوك ما لدرجة الظاهرة يعني أن هناك اسبابا شائعة سائدة ومستمرة تتسبب به وتحفزه، وللأسف في ظل غياب دراسات ميدانية عنها فنحن مضطرون لتخمين اسبابها المنطقية والموضوعية والتي هناك صعوبة وحرج في البوح بها لأنها قد تبدو غير مراعية لمشاعر عوائل الأطفال الضحايا، لكن لأجل الاطفال الضحايا ولأجل كل اطفال المجتمع يجب أن يتم طرح الاسباب المنطقية والواقعية لهذه الظاهرة المؤلمة، وفي البداية يجب تقرير أن كثيرا من الناس خاصة من المجتمعات المسحوقة لديهم توازن عقلي ونفسي هش بسبب الضغوط الهائلة التي يرزحون تحتها منذ صغرهم وعدم شعورهم بالأمل بمستقبل أفضل وافتقارهم للتعليم والثقافة التي تولد سعة نفسية وعقلية أكبر، ولهذا يكونون احيانا كقنابل موقوتة وأقل ضغط زائد قد يؤدي لانفجارهم بصيغة «علي وعلى اعدائي»، ولهذا عندما توكل الأم كل مهام البيت للخادمة وفوقها مهام العناية بالأطفال من كل وجه ومجالستهم طوال اليوم.. وكل يوم وغالبا بلا اجازات ولا فترات راحة وترويح، وكثير من الاسر لديها للأسف عادة حبس الخادمة في البيت وهذا سبب مقتل عديد من الخادمات او تعرضهن لبتر الاطراف عند محاولتهن الهرب من النافذة، ويتحجج من يقفل على الخادمة بأنها ستهرب إن لم يحبسها، لكن الواقع ان الخادمة التي تعامل بشكل طيب وتأخذ كامل حقوقها المالية لا يكون لديها سبب لتهرب بل ستتعلق عاطفيا بالعائلة وتحب البقاء معها، وكثير من الآباء لا يلزم الاطفال بآداب التعامل مع الخادمة باعتبارها كأي شخص كبير يجب ان تعامل باحترام من قبلهم، فيمكن رؤية اطفال يضربون الخادمات ويقذفونهن بالأشياء المؤذية ويبصقون عليهن ويتلفظون بالسباب، والآباء يرون ذلك ولا ينهون الطفل عنه، ويمكن تصور أنه بمثل هذا الموقف ومع الخلفية السابقة الذكر كيف تصل الخادمة لدرجة اللامبالاة بتدمير مستقبلها وتضييع امل اهلها والتعرض للإعدام عقوبة لها على قتل الطفل انتقاما من العائلة لإجبارها على رعايته، وأول خطوة لإيقاف هذه الظاهرة هي أن تمتنع العائلات عن اجبار الخادمات على رعاية الاطفال ليبقى هذا الدور من مسؤولية الأم والاب فقط، فمن حق اطفالهم عليهم ان يتولوا هم رعايتهم وليس الخدم فالله جعل في قلب الوالدين حنية خاصة لأولادهم، وسيحاسب الله الوالدين على التفريط بسلامة اولادهم بإيكال امرهم للغرباء.