-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
تنسب هذه العبارة البليغة لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).. هكذا ورد في الأثر، وهي عبارة تحتاج منا إلى وقفة وتأمل وتدبر لكلماتها التي رغم قلتها فإنها تعكس ترجمة حقيقية لأوضاع الكثير من البشر في بلداننا العربية والإسلامية.
ولعلنا نتدبر – في الوقت ذاته – عكس مفهوم هذه العبارة والذي يتمثل في: كراهية الأوطان، تخرب وتدمر البلدان.

العبارة وعكسها تترجمان ما نحن عليه الآن، ففريق يحب وطنه، ويعشق ترابه، مهما كان هذا الوطن، غنيا أم فقيرا، كبيرا أو واسعا أم صغيرا ضيقا، وهذا الفريق يفني حياته من أجل وطنه، يبني، ويعلي، ويسهم بكل ما يملك من أجل رفعته وازدهاره، ناهيك عن أولئك الجنود البواسل الذين يدافعون عن حدود البلاد، ويضحون بحياتهم، حبا في هذا الوطن، وأولئك الذين يسهرون لياليهم، حفاظا على أمن الوطن الداخلي.
ولدينا ــ ولله الحمد ــ كثيرون من هؤلاء، بل إن شئت قلت ودون مبالغة، إن أكثر أبناء وطني، يحبون وطنهم ويذودون عنه، ولا يتوانون في دفعه قدما، ونهضته وتقدمه، بدءا من الطالب الذي يدرس في مدرسته وجامعته، ومرورا بالموظف والعامل الذي يسهم في إدارة دفة البلاد، وانتهاء بهؤلاء الجنود البواسل، قواتنا المسلحة، وقوات الأمن الداخلي، وما أظن استشهاد هؤلاء وهم يدافعون عن حدود وأمن البلاد إلا دلالة على حبهم للوطن، وتأكيدا على دورهم في إعمار بلدهم.
وعلى الجانب الآخر فريق كره الوطن، وسعى إلى تخريب البلاد، فتآمر ودبر وخطط ونفذ عمليات إرهابية، راح ضحيتها الأبرياء، وهدمت من خلالها مساجد ومساكن، ودمرت فيها محال ومتاجر.
وهذه العمليات الإرهابية الدنيئة تشير إلى فئتين: الأولى من خارج بلادنا، يكرهون كل الخير لنا، ويحلمون أن تنتشر دولتهم المزعومة القائمة على الحقد والكره وتشويه صورة الإسلام، لكي ينشروا الكراهية من شخوصهم، وما تخفي صدورهم أكبر.
أما الفئة الثانية، وتلك التي أعنيها، فهم هؤلاء الذين باعوا دينهم وأوطانهم، وتعاونوا مع المتآمرين المدمرين، وعاثوا في ربوع بلادنا فسادا، ففجروا ودمروا وخربوا لضعف في دينهم وعقولهم وتشربهم المقلب دون أن يعوا ذلك، وربما نقلوا أسرار الوطن إلى الآخرين، على أمل وهم خادع، صور لهم دار الإيمان ومهبط الوحي دار كفر، وأنهم يسعون لإقامة الإسلام ودولته.
لقد ضلوا وأضلوا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
لا يمكن أن تعمر البلدان بكراهية الأوطان، لكن المؤكد أن حب الأوطان يعمر البلدان، بل يعمر الكون بأسره.
تلك العبارة البليغة التي جعلتها عنوانا لمقالي، تحتاج ــ هي وعكسها ــ منا كي نتدبرها، ونتحسس مواقفها، هل نحن مع المحبين المعمرين، أم مع الكارهين المخربين؟؟.
سلمت يا وطني، ولو كره الكارهون، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين..
Dr.rasheed17@gmail.com
88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو sms للتواصل أرسل رسالة نصية 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة.